للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والاتصاف بالشجاعة، والله تعالى -أعلم-.

أقول: والأصل في هذا؛ التشاور والرجوع للقائد، فقد أمَر ربُّنا -تبارك وتعالى- رسولَه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالمشاورة؛ فقد قال -سبحانه-: {وَشَاوِرْهُم في الأمر} (١)، وقال -سبحانه-: {وَأَمرُهُمْ شوُرَى بينهم} (٢).

الخُيَلاء في الحرب (٣)

عن جابر بن عتيك أنّ النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان يقول: "مِن الغَيرة ما يُحِبّ الله، ومنها ما يُبغِض الله، فأما التي يُحبها الله فالغَيرة في الريبة، وأمّا الغَيرة التي يُبغضها الله؛ فالغَيرة في غير ريبة، وإنّ مِن الخيلاء ما يُبغض الله، ومنها ما يُحبّ الله، فأمّا الخيلاء التي يُحب الله؛ فاختيالُ الرجل نفسَه عند القتال، واختيالُه عند الصدقة (٤)، وأمّا التي يبغض الله فاختيالُه في البغي -قال موسى- والفخر" (٥).

...


(١) آل عمران: ١٥٩.
(٢) الشورى: ٣٨.
(٣) هذا العنوان من "سنن أبي داود" (كتاب الجهاد) (باب - ١١٤).
(٤) الاختيال في الصدقة: أن يُعطيَها طيبةً بها نفسه، فلا يَستكثر، ولا يُبالي بما أعطى، ولا يُعطي منها شيئاً إلاّ هو له مستقلّ. انظر "النّهاية" و"عون المعبود" (٧/ ٢٣٠).
(٥) أخرجه أبو داود (٢٦٥٩)، "صحيح سنن أبي داود" (الأمّ) (٢٣٨٨)، وابن حبان في "صحيحه" "التعليقات الحِسان" (٤٧٤٢)، وانظر "الإرواء" (١٩٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>