للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال- عليه الصلاة والسلام- يوم الفتح: "لا هجرة، ولكن جهاد ونيّة، وإذا استُنفرتم فانفروا" (١).

الجهاد فرضُ كفاية إذا قام به قومٌ سقط عن الباقين

جاءفي "المغني" (١٠/ ٣٦٤):

"معنى فرضِ الكفاية، الذي إنْ لم يقم به من يَكْفي، أَثِم النّاس كلهم، وإنْ قام به من يكفي، سقَط عن سائر النّاس.

فالخطاب في ابتدائه يتناول الجميع، كفرض الأعيان، ثمّ يختلفان في أن فرض الكفاية يسقط بفعل بعض النّاس له، وفرض الأعيان لا يسقط عن أحد بفِعل غيره، والجهاد من فروض الكفايات؛ في قول عامّة أهل العِلم.

وحُكي عن سعيد بن المسيب، أنه مِن فروض الأعيان؛ لقول الله -تعالى-: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} (٢) وقال: {إلاَّ تنفروا يُعَذِبْكُم عَذَابًا أَليماً} (٣).

وقوله -سبحانه-: {كُتِبَ عَليكمُ القِتَالُ} (٤).

ورَوَى أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من مات ولم يغزُ،


(١) أخرجه البخاري: ١٨٣٤، ومسلم: ١٣٥٣.
(٢) التوبة: ٤١.
(٣) التوبة: ٣٩.
(٤) البقرة: ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>