للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رجل يَلْحد وآخر يَضْرح (١)، فقالوا: نستخير ونبعث إِليهما، فأيُّهما سُبِق تركناه، فأرسل إِليهما، فسبق صاحب اللحد؛ فلحدوا للنّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" (٢).

وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص: أن سعد بن أبي وقاص قال في مرضه الذي هلك فيه: "الحَدوا لي لحْداً، وانصِبُوا عليّ اللّبِنَ نَصْباً، كما صُنع برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" (٣).

وعن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللّحْدُ لنا، والشِّقُّ لغيرنا" (٤).

جاء في "الروضة الندية" (١/ ٤٣٩): "ولا بأس بالضَّرح؛ واللحد أولى؛ لأنّ اللحد أقرب من إِكرام الميت. وإهالةُ التراب على وجهه من غير ضرورة سوءُ أدب".

وجاء في "الأوسط" (٥/ ٤٥١): "وكان الشافعيّ يقول: "إِذا كانوا بأرضٍ شديدة؛ لُحِد لهم، وإن كانوا ببلادٍ رقيقة؛ شُقّ لهم شقّاً".

قال ابن المنذر -رحمه الله-: "الذي قال الشافعي حسن".


(١) أي: يعمل الضريح وهو القبر، فعيل بمعنى (مفعول)، من (الضرح): الشقّ في الأرض. "النهاية".
(٢) أخرجه ابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (١٢٦٤) وغيره.
(٣) أخرجه مسلم: ٩٦٦.
(٤) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٢٧٤٧)، والنسائي "صحيح سنن النسائي" (١٨٩٨)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي" (٨٣٥)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (١٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>