للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأهلي اليوم] (١)!

٤٠ - [قال: فتذاكَرنا بيننا فقلنا: خرجنا حُجّاجاً لا نريد إِلا الحجّ، ولا ننوي غيره، حتى إِذا لم يكن بيننا وبين عرفة إِلا أربع]. (وفي رواية: خمس) [ليالٍ] أمرنا أن نفضي إِلى نسائنا، فنأتي عرفة تقطر مذاكيرنا المني (٢) [من النساء]!! قال: يقول جابر بيده، (قال الراوي:) كأني أنظر إِلى قوله بيده يحركها، [قالوا: كيف نجعلها متعة وقد سمَّينا الحج؟!]

٤١ - قال: [فبلغ ذلك النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فما ندري أشيء بلغه من السماء، أم شيء بلغه من قبل الناس]؟!.

٤٢ - [فقام] [فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه] فقال: " [أبالله تعلّموني أيها الناس؟!، قد علمتم أني أتقاكم لله، وأصدقكم وأبرّكم، [افعلوا ما آمركم به؛ فإِني] لولا هديي لحللت كما تَحلّون، [ولكن لا يحلّ مني حرام (٣) حتى يبلغ الهدي مَحِلَّهُ] (٤)، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت؛ لم أسق الهدي، فَحِلُّوا] ".

٤٣ - [قال: فواقَعنا النساء، وتطيّبنا بالطيب، ولبِسنا ثيابنا].


(١) كأنهم يستنكرون ذلك، وهذا يدّل على أنّ بعضهم قد تحلّل بعد أمره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بذلك، ولكن لم يزل في نفوسهم شيء من ذلك، وأمّا الآخرون فإِنهم تأخروا، حتى خطبهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الخطبة الآتية، وأكّد لهم فيها الأمر بالفسخ، فتحللوا -رضي الله عنهم- جميعاً.
(٢) هو إِشارة إِلى قرب العهد بوطء النساء. "نووي".
(٣) أي: شيء حرام، والمعنى: لا يحل مني ما حرم. "فتح".
(٤) أي: إِذا نحر يوم منى.

<<  <  ج: ص:  >  >>