للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صواحب لي -فصرخَت بي، فأتيتها- لا أدري ما تريد بي؟ -، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار، وإني لأنْهَجُ، حتى سكن بعض نَفَسِي، ثمّ أخذت شيئاً من ماء، فمسحت به وجهي ورأسي، ثمّ أدخلتني الدار، فإِذا نسوة من الأنصار في البيت، فقلن: على الخير والبركة، وعلى خير طائرٍ، فأسلمتني إليهنّ، فأصلحن من شأني، فلم يرُعني إِلا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ضُحىً، فأسلمتني إِليه، وأنا يومئذ بنت تسع سنين" (١).

وعنها -رضي الله عنها- أيضاً: "أنّ النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تزوجها وهي بنت ست سنين، وأُدخلت عليه وهي بنت تسع، ومكثت عنده تسعاً" (٢).

وفي لفظ عند مسلم (٣): "ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة".

وهذا فيه حكمة بالغة، فليس هناك من اضطرار للصغيرة لانعدام الكبيرات مثلاً، ولكن ليكون حكماً شرعيّاً يُفِيُد منه المسلمون، فتدبّر.

واستدلّ البخاري -رحمه الله- على نكاح الصغار بقوله -تعالى-: {وَاللائِي لَمْ يَحِضْنَ} (٤)، وقال: "فجعَل عدتها ثلاثة أشهر قبل البلوغ" (٥).

قال الحافظ في "الفتح" (٩/ ١٩٠): "فدلّ على أنّ نكاحها قبل البلوغ


(١) أخرجه البخاري: ٣٨٩٤، ومسلم: ١٤٢٢.
(٢) أخرجه البخاري: ٥١٣٣.
(٣) برقم: ١٤٢٢.
(٤) الطلاق: ٤.
(٥) انظر "صحيح البخاري" (كتاب النكاح) "باب - ٣٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>