للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحَدِهِمْ (١)، فضَمَمْتُ إليَّ اثنين أو ثلاثة، قال: ما لي إلاَّ عُقبة كعقبة أحدِهم مِن جملي" (٢) * (٣).

عن أبي موسى (٤) -رضي الله عنه- قال: "خرجنا مع النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غزاة، ونحن ستة نفر، بيننا بعير نَعْتَقِبُهُ (٥) فَنَقِبَتْ أقدامُنا، ونَقِبَت قدماي، وسقَطَت أظفاري، وكنَّا نلفُّ على أرجُلنا الخِرَقَ، فسُمِّيت غزوةَ ذاتِ الرِّقاع، لمِا كنّا نعْصِبُ من الخِرَق على أرجلنا، وحدَّث أبو موسى بهذا ثمّ كَرِه ذاك، قال: ما كنت أصنع بِأنْ أذكُرَه -كأنّه كَرِه أن يكون شيءٌ مِن عَمَلِه أفشاه-" (٦).

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: "كنا يوم بدرٍ، كلّ ثلاثة على بعير -أي يتعاقبون- وكان أبو لبابة وعليّ بن أبي طالب زميلَي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. قال: فكانت عُقبة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقالا له: نحن نمشي عنك -ليظلّ راكباً-.

فقال: ما أنتما بأقوى مني على المشي، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما" (٧).

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يتخلَّف


(١) جاءت كلمة (أحدِ) مجرورة بالإضافة لأنَّ تقدير الجملة: "كعقبةِ أحدِهم".
(٢) أخرجه أحمد في مسنده وأبو داود، "صحيح سنن أبي داود" (٢٢٠٩) وغيرهما.
(٣) ما بين نجمتين من كتاب "الإنجاد" (١/ ١٣٧).
(٤) هذا الحديث إشارة من محقِّقَي كتاب "الإنجاد" -حفظهما الله تعالى-.
(٥) نعتقبه: أي نركَبُه عُقبة عُقبة.
(٦) أخرجه البخاري: ٤١٢٨، ومسلم: ١٨١٦.
(٧) أخرجه أحمد في "مسنده" والحاكم: وقال: "حديث صحيح على شرط مسلم"، وانظر تخريج "فقه السيرة" (ص ٢٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>