للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: فقال: "أنا شهيدٌ على هؤلاء، لُفُّوهم في دمائهم، فإنه ليس جريح يُجرح [في الله] إلاَّ جاء وجرحه يوم القيامة يدْمي، لونُه لونُ الدم، وريحهُ ريحُ المسك" (١).

وفي رواية: "لا تغْسِلوهم، فإنّ كلّ جرحٍ يفوح مِسْكاً يوم القيامة، ولم يُصلِّ عليهم" (٢).

الثاني: عن أبي بَرْزَةَ -رضي الله عنه-: "أنّ النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان في مغْزىً له، فأفاءَ اللهُ عليه، فقال لأصحابه: هل تفقدون مِن أحدٍ؟ قالوا: نعم، فلاناً، وفلاناً، وفلاناً. ثمّ قال: هل تفْقِدون مِن أحدٍ؟ قالوا: لا: قال: لكني أفقد جُليْبِيباً، فاطلُبوه.

فطُلب في القتلى، فوجدوه إلى جَنْبِ سبعةٍ قد قَتَلهم، ثمّ قتلوه! فأتى النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فوقفَ عليه فقال: قَتَلَ سبعةً ثم قَتَلوه! هذا منِّي، وأنا منه، هذا منِّي، وأنا منه، قال: فَوَضَعه على ساعِدِيْه، ليس له إلاّ ساعدا (٣) النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: فحُفر له ووُضِع في قبره، ولم يَذْكُر غَسْلاً" (٤).

الثالث: عن أنس: "أنّ شهداء أُحُد لم يُغَسَّلوا، ودُفنوا بدمائهم، ولم يصلِّ


(١) أخرجه البيهقي في "السنن الكبرى" وابن أبي شيبة في "المصنف" وغيرهما وانظر "أحكام الجنائز"، (ص ٧٢).
(٢) أخرجه أحمد في "المسند" وغيره وصححه شيخنا -رحمه الله- في: الإرواء" (٣/ ١٦٤).
(٣) أي: لم يكن له سرير إلاَّ ساعدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وهي رواية ثابتة، انظر "أحكام الجنائز" (ص ٧٣).
(٤) أخرجه مسلم: ٢٤٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>