للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبعين ملّة، وإنّ هذه الملّة، ستفترق على ثلاث وسبعين، ثِنتان وسبعون في النّار، وواحدة في الجنة، وهي الجَماعة" (١).

وفي رواية: "ما عليه أنا وأصحابي" (٢).

وعن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: "لا تسبّوا أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فلمقام أحدهم ساعة، خيرٌ مِن عمل أحدكم عُمُرَه" (٣).

بعد أن فهِمْنا أن الصحابة أخَذُوا مِن الخلفاء الراشدين، نعلم إنّ اتباع منهاج الصحابة -رضي الله عنهم- اتباع لمنهاج الخلفاء، واتباع للسُنّة كذلك، واتباع السنّة؛ اتباعٌ للقرآن العظيم.

إذا عرفْنا هذا التّدرج والتسلسل؛ علمْنا إذن أنّ مَن أخَذ عن الصحابة - رضي الله عنهم- فقد أخذَ عن الله -سبحانه- ومَن رفض منهاج الصحابة؛ فقد رفَض كتاب الله -عزّ وجلّ-.

وهنا نفهم سرّ ضلال وزيغ من كفَّر الصحابة -عياذاً بالله- إلاّ بضعاً منهم -على اختلاف رواياتهم-!!!

فإنك ترى الذين كفّروا الصحابة -رضي الله عنهم- هم أنفسهم الذين لم


(١) أخرجه أبو داود والدارمي وأحمد وغيرهم، وانظر "الصحيحة" (٢٠٤).
(٢) حسن بطرقه وشواهده، وتفصيله في "الصحيحة" (٢٠٣، ٢٠٤) (التحقيق الثاني).
(٣) أخرجه ابن ماجة "صحيح سنن ابن ماجة" (١٣٣)، وابن أبي عاصم "كتاب السنة"، ورجال إسناده ثقات رجال الشيخين غير نُسير بن ذعلوق، وقد وثّقه جمع من الأئمة، وروى عنه جمع مِن الثقات، في الكتاب الآنف الذكر، برقم (١٠٠٦) كما ذكر لي شيخنا -رحمه الله- وأودعهُ في (التحقيق الثاني)، وفي كتابه "تيسير انتفاع الخلاّن بكتاب ثقات ابن حبّان".

<<  <  ج: ص:  >  >>