للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طِيَرة (١) ويعجبني الفأل (٢) الصالح: الكلمة الحسنة" (٣).

وقد نهى الإسلام عن اليأس والقنوط، قال -تعالى-: {إنه لا ييأسُ من روحِ الله


= ببعيرٍ جَرُب مثلاً؛ فيتقي مخالطته بإبِلٍ أخرى؛ حذراً أن يتعدّى ما به من الجرَب إليها، ويظنّون أنّه بنفسه يتعدّى، فأبطَلَه الإسلام وأعلَمَهم النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بأن الله يُمرِض، ويُنزِل الداء، ولذا قال: فمَن أعدى الأوّل، أي مَن صار فيه الجرَب، أي لا عدوى بطبْعِه، ولكن بقضائه وإجراء العادة. "مجمع بحار الأنوار". وحديث "مَن أعدى الأوّل" أخرجه البخاري: ٥٧٧١، ومسلم: ٢٢٢٠.
(١) الطِّيرَة -بكسر الطاء وفتح الياء، وقد تُسكَن-: "هي التشاؤم بالشيء، وهي مصدر تَطَيَّر، يُقال: تطيَّر طِيرَةً، وتَخَيَّر خِيَرةً، ولم يجيء مِن المصادر هكذا غيرهما.
وأصْلُه فيما يُقال أنّ أهل الجاهلية إذا خرجوا لحاجة أو سفر؛ فإنْ رَأَوا الطيور أخذَت ذاتَ اليمين؛ تيَمّنوا بها واستمرّوا ومضَوا، وإنْ أخذَت ذاتَ الشِّمال، رجَعوا عن سفرِهم وحاجتِهم وتشاءموا بها، فكانت تصدُّهم في كثيرٍ من الأوقات عن مصالحهم، فنفى الشرعُ ذلك وأبطلَه ونهى عنه". ملتقط من "النّهاية" و"شرح النّووي" (١٤/ ٢١٩).
(٢) قال الإمام النّووي -رحمه الله- في "شرحه" (١٤/ ٢١٩): -بحذف، في تفسير كلمة الفأل-: "وقد فسَّره النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالكلمة الصالحة والحسنة والطيّبة، قال العلماء: يكون الفأل فيما يَسُرُّ، وفيما يَسوء، والغالب في السرور، قال العلماء: وإنما أحبَّ الفأل؛ لأنّ الإنسان إذا أمّل فائدة الله -تعالى- وفضله عند سبب قويٍّ أو ضعيف؛ فهو على خيرٍ في الحال، وإنْ غلط في جهة الرجاء؛ فالرجاء له خير، وأما إذا قَطع رجاءه وأملَه من الله -تعالى- فإنّ ذلك شرٌّ له، والطِّيَرة فيها سوء الظنّ وتوقُّع البلاء، ومِن أمثال التفاؤل: أن يكون له مريض، فيتفاءل بما يسمعه، فيسمع مَن يقول: يا سالم، أو يكون طالب حاجة، فيسمع من يقول: يا واجد، فيقع في قلبه رجاء البرء، أو الوجدان والله أعلم".
(٣) أخرجه البخاري: ٥٧٥٦، ومسلم: ٢٢٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>