للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمَصِيرُ} (١).

فأين موالاة المؤمنين؟ وأين معاداة الكافرين؟ وهل تأملون نصراً ممَّن وصفه الله بقوله {فليس من الله في شيءٍ}؟

وأين نحن من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ترى المؤمنين في تراحُمهم وتوادِّهم وتعاطُفهم؛ كَمَثَلِ الجسد، إذا اشتكى منه عضوٌ؛ تداعى له سائر جسده، بالسهر والحمى" (٢)؟

وأين نحن من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "المؤمن للمؤمن كالْبُنيان يشدُّ بعضه بعضاً" (٣)؟

وقال- سبحانه-: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (٤)، فكيف بمن يأمر بالمنكَر وينهى عن المعروف.

وقد قال- تعالى-: {إِلاَّ تَفعَلُوهُ} أي: أن يكون بعضكم أولياء بعض؛ كما هو شأن الكُفَّار في هذه المسألة. {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} (٥)، ألسنا نعاين هذه الفتنة ونشهد هذا الفساد!.

وقال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (٦)، فأين طاعة الله في توحيده واتِّباع نبيِّه واجتناب البدع!.


(١) آل عمر ان: ٢٨.
(٢) أخرجه البخاري: ٦٠١١ - واللفظ له-، ومسلم: ٢٥٨٦.
(٣) أخرجه البخاري: ٦٠٢٦، ومسلم: ٢٥٨٥.
(٤) التوبة: ٧١.
(٥) الأنفال: ٧٣.
(٦) النساء: ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>