للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحديث أنس أسند، وحديث جَرهَد (١) أحوط، حتى يُخرَجَ من اختلافهم، وقال أبو موسى: غطَّى النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رُكبتيه حين دخل عثمان (٢). وقال زيد بن ثابت: أنزل الله على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وفخِذه على فخذي، فثقُلَت عليَّ حتى خِفتُ أن ترُضَّ فخذي" (٣).

قال ابن حزم (٤): "فصحّ أنَّ الفخذ ليست عورة، ولوكانت عورة؛ لَما كشَفَها الله عزّ وجلّ عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المطهَّر المعصوم من الناس؛ في حال النّبوة والرسالة، ولا أَراها أنس بن مالك ولا غيره، وهو تعالى قد عصَمَه من كشْف العورة في حال الصّبا وقبل النّبوة". ثمَّ ذكَر حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- في "الصحيحين": "أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إِزاره، فقال له العباس عمّه: يا ابن أخي! لو حلَلْتَ إِزارك فجعلتَه على منكِبك دون الحجارة، قال: فحلَّه فجعلَه على مَنْكِبه، فسقط مغشياً عليه، فما رؤي بعد ذلك عُرياناً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -" (٥).

وعن أبي العالية البَراء قال: قلتُ لعبد الله بن الصامت نُصلِّي يوم الجمعة


(١) قال شيخنا في "مختصر البخاري" (١/ ١٠٧): "وصَله مالك والترمذي وحسّنه، وصحّحه ابن حبان".
(٢) وصَله البخاري في كتاب "فضائل الصحابة" وانظر (٣٦٩٥).
(٣) وصَله البخاري في "كتاب الجهاد" وانظر رقم (٢٨٣٢) وأشار شيخنا إِلى ذلك في "مختصره"، وكذا الذي قبله.
(٤) انظر "المحلّى" (٣/ ٧٢٧٢).
(٥) انظر البخاري: ٣٦٤، ومسلم: ٣٤٠

<<  <  ج: ص:  >  >>