للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يقف عى رؤوس الآي (١) و"كان -أحياناً- يُرَجِّع (٢) صوته؛ كما فعل يوم فتح مكة وهو على ناقته يقرأ سورة {الفتح}، وقد حكى عبد الله ابن المُغَفَّل ترجيعه هكذا (آآ آ) (٣)

وكان يأمر بتحسين الصوت بالقرآن فيقول: "زيِّنوا القرآن بأصواتكم؛ [فِإن الصوت الحسَن يزيد القرآن حُسناً] " (٤).

ويقول: "إِنّ من أحسن الناس صوتاً بالقرآن؛ الذي إِذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله" (٥).


(١) وتقدّم في صفة قراءته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.
(٢) جاء في "النهاية": "الترجيع: ترديد القراءة، ومنه ترجيع الأذان، وقيل: هو تقارُب ضروب الحركات في الصوت ... ".
قال الحافظ: "هو تقارُب ضروب الحركات في القراءة، وأصْله: الترديد، وترجيع الصوت: ترديده بالحلق".
وقال المناوي: "وذلك ينشأ غالباً عن أريحية وانبساط، والمصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حصل له من ذلك حظ وافر يوم الفتح".
قال ابن الأثير في "النهاية" -بحذف-: لأنه كان راكباً فجعَلت الناقة تحرّكه، فحدَث الترجيع في صوته". وقال بعض العلماء الترجيع: تحسين التلاوة، لا ترجيع الغناء.
(٣) قال الحافظ في شرح قوله (آآ آ): "بهمزة مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثمَّ همزة أخرى" [آءآءآء] وكذا في "النهاية"، ونقل الشيخ علي القاري مثله عن غير الحافظ، ثمَّ قال: "والأظهر أنها ثلاث ألفات ممدودات".
(٤) أخرجه البخاري: تعليقاً "كتاب التوحيد" (باب-٥٢) وأبو داود والدارمي والحاكم وتمام الرازي بسند ين صحيحين. وانظر "الصحيحة" (٧٧١).
(٥) حديث صحيح، رواه ابن المبارك في "الزهد"، والدارمي وابن نصر والطبراني =

<<  <  ج: ص:  >  >>