للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و"كان لا يفترش ذراعيه" (١)؛ بل "كان يرفعهما عن الأرض، ويباعدهما عن جنبيه حتى يبدو بياض إِبطيه من ورائه" (٢)، و"حتى لو أن بَهمة (٣) أرادت أن تمرّ تحت يديه؛ مرَّت" (٤).

وكان يبالغ في ذلك حتى قال بعض أصحابه: "إِنْ كنا لنأوي (٥) لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ مما يجافي بيديه عن جنبيه إِذا سجد" (٦).

وكان يقول: "اعتدلوا في السجود، ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط (وفي لفظ: كما يبسط) الكلب" (٧).

مقدار السجود

كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول في السجود أنواعاً من الأذكار والأدعية، وأدنى ما يجزئ في السجود والركوع؛ مقدار تسبيحة واحدة، وللمصلّي منفرداً الزياده في التسبيح ما أراد، وكلّما زاد كان أولى، والأحاديث الصحيحة في تطويله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -


(١) أخرجه البخاري معلقاً مجزوماً به بلفظ: "سجد النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ووضَع يديه غير مفترش ولا قابِضهما"، وموصولاً (باب-١٤١) برقم (٨٢٨)، ومسلم: ٤٩٨ بلفظ: "وينهى أن يفترش الرجل ذراعيه افتراش السَّبع".
(٢) أخرجه البخاري: ٣٩٠، ومسلم: ٤٩٧، وهر مخرّج في "الإِرواء" (٣٥٩).
(٣) البَهمة: واحدة البهم، وهي أولاد الغنم.
(٤) أخرجه مسلم: ٤٩٦، وأبو عوانة، وابن حبان.
(٥) أي: نرثي ونرِقّ.
(٦) أخرجه أبو داود، وابن ماجه بسند حسن.
(٧) أخرجه البخاري: ٨٢٢، ومسلم: ٤٩٣، وأبو داود، وأحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>