للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

قال شيخنا في "الصحيحة" (٨٧٨) بعد أن ذكر الحديث السابق: "وفي الحديث فائدة هامّة؛ وهي مشروعية الدعاء في التشهد الأول، ولم أر من قال به من الأئمّة غير ابن حزم، والصواب معه، وإِنْ كان هو استدل بمُطْلَقات يمكن للمخالفين ردّها بنصوص أخرى مقيّدة، أمّا هذا الحديث فهو في نفسه نصّ واضح مفسّر لا يقبل التقييد، فرحم الله امرَأً أنصف واتبع السنة" (١) انتهى.

ثمَّ وجدت في "صحيح سنن النسائي" (١١١٥) حديثاً في غاية التصريح والتبيين عن عبد الله قال: "علَّمنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - التشهّد في الصلاة، والتشهّد في الحاجة، فأمّا التشهّد في الصلاة: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبيّ (٢) ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله


(١) ثمَّ قال شيخنا -حفظه الله-: والحديث دليل من عشرات الأدلة على أنّ الكتب قد فاتها غير قليل من هدي خير البريّة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فهل في ذلك ما يحمل المتعصّبة على الاهتمام بدراسة السنّة، والاستنارة بنورها؟! لعلّ وعسى.
تنبيه: وأمّا حديث: "كان لا يزيد في الركعتين على التشهد". فهو منكر كما حققته في "الضعيفة" (٥٨١٦).
(٢) هذا في حياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمّا بعد مماته فيقول: السلام على النّبيّ ورحمة الله وبركاته. قال الحافظ في "الفتح" (٢/ ٣١٤) -بحذف-: وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا ما يقتضي المغايرة بين زمانه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فيقال بلفظ الخطاب، وأمّا بعده فيقال بلفظ الغَيبَة، ففي الاستئذان من "صحيح البخاري" من طريق أبي معمر عن ابن مسعود بعد أن ساق حديث التشهّد قال: "وهو بين ظَهرانَينا، فلما قُبض قلنا السلام" يعني على النّبيّ، كذا وقع في البخاري، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه والسراج والجوزقي وأبو نعيم الأصبهاني =

<<  <  ج: ص:  >  >>