للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - قد تقدّم حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن أنَّه سأل عائشة -رضي الله عنها- كيف كانت صلاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في رمضان فقالت: ما كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يزيد في رمضان ولا في غيره على إِحدى عشرة ركعة.

٢ - وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال؛ صلّى بنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في شهر رمضان ثمان ركعات، وأوتر ... " (١).

٣ - أمّا ما رواه ابن أبي شيبة من حديث ابن عباس: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يصلّي في رمضان عشرين ركعة والوتر" فإِسناده ضعيف وقد عارضه حديث عائشة هذا الذي في الصحيحين؛ مع كونها أعلم بحال النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليلاً من غيرها، قاله الحافظ في "الفتح".

وسبَقه إِلى هذا المعنى الحافظ الزيلعي في "نصب الراية" (٢/ ١٥٣). قال شيخنا: وحديث ابن عبّاس هذا ضعيف جدّاً كما قال السيوطي في "الحاوي للفتاوى" (٢/ ٧٣) وعِلّته أنّ فيه أبا شيبة إِبراهيم بن عثمان.

قال الحافظ في "التقريب": "متروك الحديث" وقد تتبعْتُ مصادره فلم أجِده إِلا من طريقه ... وفصّل القول في ذلك.

وقال البيهقي: تفرَّد به أبو شيبة وهو ضعيف، وكذلك قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ١٧٢) أنَّه ضعيف، والحقيقة أنَّه ضعيف جدّاً، كما يشير إِليه قول الحافظ المتقدّم: "متروك الحديث" وهذا هو الصواب فيه .....

وأورده الحافظ الذهبي من مناكيره، وقال الفقيه ابن حجر الهيتمي في


(١) أخرجه ابن نصر والطبراني في المعجم الصغير وسنده حسن وأشار الحافظ في "الفتح" (٣/ ١٠) و"التلخيص" (ص١١٩) إِلى تقويته.

<<  <  ج: ص:  >  >>