للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يديه (١)، فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إِبطيه، ثمَّ حوَّل إِلى الناس ظهره، وقلب (٢) أو حوّل رداءه وهو رافع يديه، ثمَّ أقبل على الناس، ونزَل، فصلّى ركعتين، فأنشأ الله سحابة فرعدت وبرقت، ثمَّ أمطرت بإِذن الله فلم يأت مسجده، حتى سالت السيول، فلمّا رأى سرعتهم إِلى الكِنّ (٣) ضحك رسول الله حتى بدت نواجذه (٤) فقال: أشهد أن الله على كل شيء قدير، وأنّي عبد الله ورسوله" (٥).

ويستغفر كما في النص الآتي إِن شاء الله تعالى عن زيد بن أرقم، ويرفع الإِمام يديه وكذا المأمومون، ويبالغ الإِمام في الرفع كما في "البخاري": (١٠٣١)، "ومسلم" (٨٩٥): عن أنس يصف رفْع يديه: "وإنَّه يرفع حتى يُرى بياض إِبطيه".

قال شيخنا -حفظه الله- في "تمام المِنّة" (ص ٢٦٥): " ... فأرى مشروعية المبالغة في الرفع للإِمام دون المؤتمّين".

ويحوّل رداءه كما تقدّم، وقد ورد في ذلك حديث عبد الله بن زيد بلفظ:


(١) عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "كان إِذا دعا [رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الاستسقاء] جعَلَ ظاهر كفّيه ممّا يلي وجهه". أخرجه أبو يعلى في "مسنده"، وانظر "الصحيحة" (٢٤٩١).
(٢) بالتشديد وفي نسخة بالتخفيف. "مرقاة".
(٣) ما يردّ به الحرّ والبرد من المساكن.
(٤) أي: آخر أضراسه.
(٥) أخرجه أبو داود والسياق له والطحاوي والبيهقي والحاكم وحسّنه شيخنا في "الإِرواء" (٦٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>