للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يراني وقد نويت نية لي، أُفسدُها بما تقول، نمضي، إنما نقول: غضي فنسمع منه، فمضى حتى سمع منه بصنعاء.

وقال أحمد بن سنان: قدم علينا أحمد بن حنبل مع جماعة من البغداديين إلى يزيد بن هارون واستقرضوني كلهم وردوا إلا أحمد بن حنبل لم يستقرضني، وأعطاني فروة له فبعتها بسبعة دراهم.

وقال صالح بن أحمد: رأى رجل مع أبي محبرة فقال: يا أبا عبد الله: أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين، فقال: "مع المحبرة إلى المقبرة".

وقال أحمد: أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر.

وقال محمد بن إسماعيل الصائغ: كنت أصوغ مع أبي ببغداد فمرّ بنا أحمد بن حنبل وهو يعدو ونعلاه في يده، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه، فقال: يا أبا عبد الله أما تستحي! إلى متى تعدو مع الصبيان؟ قال: إلى الموت.

وقال أبو بكر بن سماعة - من أهل مكة: نزل أحمد بن حنبل علينا في دارنا وأنا غلام، فقالت لي أمّي: اخدم هذا الرجل والْزَمه فإنَّه رجل صالح، فكنت أخدمه، وكان يخرج لطلب الحديث، فسُرِقَ متاعُه وقماشُه، فجاء فقالت له أمي: دخل عليك السُّراق فسرقوا قماشك، قال: ما فعلت الألواح؟ فقالت له أمي: في الطاق. وما سأل عن شيء غيرها.

أما من لقي من كبار العلماء وروى عنهم:

فأمَّا الذين روى عنهم، وكتب عنهم فهم كثير، وقد ذكرهم ابن الجوزي، وبلغ ذكرهم نيِّفًا وثلاثين وأربع مئة نفس، وأمّا من رآهم ولم يكتب عنهم فجملةٌ أيضًا، أضربنا عن سرد أسمائهم هنا خوف الإِطالة، واكتفينا بالإحالة على الكتاب المذكور.

وأما أدبه مع مشايخه احترامًا للعلم:

فقال عمرو الناقد: كنا عند وكيع، وجاء أحمد بن حنبل فقعد، وجعل يَصِف من تواضعه بين يديه. قال عمرو: فقلتُ: يا أبا عبد الله إنَّ الشيخ يكرمك فما لك لا تتكلم؟ قال: فإنْ كان يكرمني فينبغي أن أُجِلَّهُ.