للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القبول عند أهل العلم ما عَمَّمَ النَّفْعَ بها، وصَرَف وجوه النَّاس إليها، وكان من المعجبين بشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، ووافقهما في أكثر ما قالاه من المسائل العلمية في العقائد وغيرها التي نقمها عليهما جملةٌ من جهلة المقلدين، أو غلاة المتعصبين الذين كان يحملهم حسدُ ابن تيمية وتلميذه على ما وهبهما الله من العلم الغزير، والتوفيق، والصَّدْق في الجهاد في سبيل إعلاء كلمة الحق على النيل من الإمام ابن تيمية، بشقاشق القول، أو السَّعاية عند جهلة الأمراء، والملوك، والاستعانة بظلمهم على إيذائهما، فكان لهما في الدنيا أحسنُ الأحدوثة، ويكون لهما عند الله إن شاء الله ثوابُ المجاهدين الصابرين. انتهى.

وذكره ابن حجر في "الإنباء" (١) وقال: كان صاحبَ عبادَةٍ وتهجدٍ، ونُقِمَ عليه إفتاؤُه بمقالات ابن تيمية، ثم أظهر الرجوع عن ذلك، فنافره التَّيْمِيُّون فلم يكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء.

وذكره أيضًا في "الدرر" (٢) ولم يذكر إظهار الرجوع، وموالاته لابن تيمية، واتباعُه لأقواله إلى حين وفاته أكبرُ شاهد على استمراره على اتباعه وعدم رجوعه عن ذلك.

وقد ترجمه غيرُ واحد كابن فهد المكي في "ذيل طبقات الحفاظ" (٣)، والسُّيوطي (٤) في "ذيله" أيضًا، وابن الشطي في "مختصره" (٥)، والشَّوكاني في "البدر الطالع" (٦)، وكلها مطبوعة متداولة، ولم يذكر أحدٌ منهم هذا الرجوع.

وله مصنفاتٌ عديدة، ومؤلفاتٌ مفيدة منها: "شرح جامع الترمذي" عشرون


(١) إنباء الغمر بأبناء العمر: ٣/ ١٧٥.
(٢) الدرر الكامنة: ٣/ ١٠٨.
(٣) ذيل طبقات الحفاظ: ١٨٠.
(٤) ذيل طبقات الحفاظ: ٣٦٧.
(٥) مختصر طبقات الحنابلة: ٧١.
(٦) البدر الطالع: ١/ ٣٢٨.