فاحتاجت إلى نفقة فأصلحها عبد الله، فترك أحمد الدرهم الذي كان يأخذه، وقال: قد أفسده عليّ.
ومرض فوصف له الطبيب قرعة تشوى ويسقى ماءها، فقال: لا تُشوى فى منزل صالح، ولا في منزل عبد الله، فمضى بها المروذي فشواها فجاء بها.
واشترى له رجل سمنًا بقطعة فجاء به على ورقة بقل، فأخذ السمن وأعطاه الورقة، وقال: ردها.
وبعث رجلًا يشتري له بقطعة باقلاء على خبز مثرود، فجاء بباقلاء كثير فقال أحمد: هذا كثير؟ فقال الرجل: كان باقلانيان يبيعان مضارة رخيصًا. فقال: رده عليه، وادفع الخبز والباقلاء والقطعة عليه وتعال.
وبات عند روح بن عبادة وخبزه في كمه ويشرب من ماء النهر، فجاء يحيى بن أكثم في ضِبْنَة فجلس بين يديه وجعل يسائله وهو مطرق، فلما رآه لا يقبل عليه قام وتركه.
وجاءه رسول من داره فقال: إن أبا عبد الرحمن عليل واشتهى الزبد، فناول الرسول قطعة وقال: اشتر بها زبدًا، فجاء به على ورق سلق، فلما نظر إليه قال: من أين هذا الورق؟ فقال: من عند البقال، فقال: استأذنته في ذلك؟ قال: لا، قال: فرده.
وولد له مولود فأهدى إليه صديق له شيئًا، ثم أتى على ذلك أشهر وأراد الخروج إلى البصرة، فطلب منه أن يكتب إلى المشايخ، فقال: لولا الهدية لكتبت لك.
وجاءه رجل بدواء ليجعله على أثر الضرب الذي في ظهره، فأخذه ثم رده، فقال له: لم؟ فقال: أنتم تسمعون مني.
وسقف له سطح الحاكة، وجعل مسيل الماء إلى الطريق، فبات تلك الليلة، فلما أصبح قال: ادعوا لي النجار يحول الميزاب إلى الدار. فدعي فحوله.