للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقرأ القُرآنَ العظيمَ وحَفِظَه وجَوَّده على والدِهِ، وقرأ عليه الشَّاطِبيَّة، مع مُطالعةِ شُروحِها، وأخذَ العلمَ عن جماعةٍ كَثيرينَ من دمشقَ، ومِصْر، والحَرَمين، وأفرد لهم ثَبتًا ذكر تراجمَهم فيه، فمن عُلماءِ دمشقَ النَّجمُ الغَزِّي العَامِريُّ، حَضَرَ دُروسَه في "صَحيح البخاري"، في بقعو الحَديث، في الأشهُر الثلاثة مُدَّةً مَديدَة، وقرأ عليه "ألفيَّة المُصطَلح"، وأجازه إجازةً خاصَّةً، وحَضَرَ دُروسَهُ في المدرسةِ الشَّامِيَّة، في "شرح جمَع الجوامع" في الأصُول، ومنهُم الشَّيخ محمدُ الخبَّاز المعروف بالبطنيني، والشَّيخُ إبراهيم الفتَّال، والشَّيخُ إسماعيلُ النَّابُلُسيُّ والد الأستاذ عَبد الغَني النَّابُلُسي. والشَّيخُ زينُ العابِدينَ الغَزِّي العامِرِيُّ، قرأ عليه في الفرائِض والحِساب، والمُلَّا محمود الكُرْدِيُّ نزيلُ دمشقَ، والشَّيخُ العارِفُ أيُّوبُ الخَلْوَتِيُّ، والشَّيخُ رمضانُ العَكَّاري الحَنفي، والشَّيخ محمد نجمُ الدِّين الفَرَضِيُّ، والشَّيخُ محمد الأُسْطُواني، والعلَّامة السيدُ محمد بنُ كمال الدِّين بن حَمزة الحُسَيني، والشَّيخُ محمد المَحاسِنِيُّ، ومحمد بنُ أحمد بن عبد الهادي، ورمضانُ بنُ موسَى العُطَيْفِيُّ، ورجبُ بنُ حُسَين الحَمَويُّ المَيدانيُّ، وعليُّ بنُ إبراهيمَ القَبَرْدِيُّ. وأجازَه الشَّيخُ محمد بنُ سُليمان المَغرِبيُّ، وأخذَ عن الشيخِ عيسى بنِ الجَعْفَرِيُّ نزيلِ المَدينةِ، والشَّيخِ أحمد الشَّاشِي المَدْني، والشَّيخِ محمد بن عَلَّان البَكْرِي، وإبراهيم بن حسَن الكُورانِي، وغَيرِهم. وارتحلَ إلى مصرَ، سنةَ اثنتينِ وسَبعينَ وألف، وفيه نَظر، وأخذَ فيها عن جماعةٍ، منهم: الشمَّسُ محمدُ البابليُّ، والشَّيخُ عليُّ الشَّبرامَلَّسِيُّ، والشَّيخُ سُلطانُ المِزَاحِيُّ، والشَّيخُ عَبد السَّلام اللَّقَّانِيُّ، ومحمدُ بنُ قاسِم البقريُّ. ومحمدُ بن أحمد البُهُوتي، وغيرُهم. وماتَ أبوه في غَيبتِهِ بمصرَ فعادَ إلى دمشقَ، وجلسَ للتَّدريسِ مكانَ والدِهِ في مِحرابِ الشَّافعيَّة بينَ العِشاءَين وبكرةَ النَّهار لإقراءِ الدُّروسِ الخاصَّة، فقرأ بينَ العِشاءَين "الصَّحيحَيْن" و"الجَامِعَيْن الكَبير والصَّغير" للسُّيوطي، و"الشِّفاء" و"رياض الصَّالحين" للنَّوويِّ، و"تهذيب الأخلاق" لابن مِسْكَوَيه، و"إتحافُ البَرَرَة في مناقِبِ العشرة" للمُحب الطَّبريِّ، وَغَيرِها من كُتب الحَديث والوَعْظِ. وأخذَ عنه الحديثَ، والقراآتِ، والفرائضَ، والفِقهَ، ومُصطلحَ الحديث، والنَّحوَ، والمعانيَ، والبيانَ، أممٌ لا يُحصَون عدًّا، وانتَفَعَ النَّاسُ به طبقةً بعدَ طَبقة، وألحَق الأحفادَ بالأجدادِ، ولم يُرَ مثلُهُ جَلدًا على الطَّاعةِ، مُثابرًا