للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خوخة، حتى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.

قال صالح: لما صار أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس رُدَّا في قيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة، فلما وصلا إلى عانات توفي محمد بن نوح، فأطلق عنه قيده، وصلى عليه أبي.

وكان أحمد يقول: ما رأيت أحدًا على حداثة سنه وقلة علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح، وإني لأرجو أن يكون الله قد ختم له بخير. قال لي ذات يوم وأنا معه خِلْوَيْنِ: يا أبا عبد الله، إنك لست مثلي، أنت رجل يقتدى بك، وقد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك، فاتق الله، واثبت لأمر الله. فعجبت من تقويته لي وموعظته إياي، فانظر بما ختم له، مرض وصار إلى بعض الطريق، فمات، فصليت عليه، ودفنته بعانه. قال الخطيب البغدادي: كانت وفاته سنة ثمان عشرة ومئتين رحمه الله.

أما ما جرى له بعد المأمون فقد تقدم أنَّه لما جاء الخبر بموت المأمون رُد أحمد ومحمد بن نوح مقيدين في قيادهما، فمات محمد بن نوح في الطريق ورد أحمد إلى بغداد مقيدًا:

قال البوشنجي: أخذ أحمد أيام المأمون ليحمل إلى المأمون ببلاد الروم، فبلغ أحمد الرقة، ومات المامون قبل أن يلقاه أحمد، وذلك سنة ثمان عشرة ومئتين.

ودخل على أحمد أصحاب الحديث بالرقة وهو محبوس، فجعلوا يذاكرونه ما يروى من الأحاديث في التقية، فقال أحمد: فكيف تصنعون بحديث خباب: "إن من كان قبلكم ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصرفه ذلك عن دينه"؟ فيئسوا منه، فقال أحمد لهم: لست أبالي بالحبس، ما هو إلا ومنزلي واحد، ولا قتلًا بالسيف، وإنما أخاف فتنة السوط، وأخاف أن لا أصبر، فسمعه بعض أهل الحبس وهو يقول ذلك، فقال: لا عليك يا أبا عبد الله، فما هو إلا سوطان، ثم لا تدري أين يقع الباقي. وكأنه سُرّي عنه. ورد من الرقة وحبس.

وقال صالح بن أحمد: رد المأمون أبي ومحمد بن نوح في قيادهما من الرقة،