حَمَد بن عبد الله بن عيسى، النَّجْديُّ، الحنبليُّ.
ذكره ابن عيسى في "ذيله على تاريخ ابن بِشْر"، وقال: ولد بشَقْرا سنةَ ثلاث وخمسين ومئتين وألف، وتوفي يومَ الجمعةِ رابع جمادى الثانية، سنةَ تسعٍ وعشرين وثلاث مئة وألفٍ في بلد المَجْمَعَة. انتهى.
وذكره صاحبنا العلَّامة الشيخ سُلَيمان بن حَمْدان فيما رأيته بخطِّه، وقال: هو الشيخُ العالمُ العلَّامةُ القُدْوَة الفهَّامة، ولد في بلد شَقْرا سنةَ ثلاثٍ وخمسين ومئتين وألف، على ما ذكره الشيخ إبراهيم بن صالح بن عيسى فقرأ على الشيخُ عبد الله أبا بُطَين وغيره، ثم ارتحل إلى الرِّياض، فأخذَ عن الشيخِ عبد الرحمن بن حَسَن، وابنِهِ عبد اللطيف، ثم عاد إلى بلده، ومنها توجَّه إلى مكة للحج، وجاور بها مدةً، كان يتعاطى التِّجارَةَ في تلك المدة، فاجتمع بعلمائها والقادمين إليها، وحصَل بينَهُ وبينَهُم مناظراتٌ في دعاءِ الأموات والغائِبينَ، وسؤالِهِم قضاءَ الحوائج وتَفْرِيجَ الكربات، فأدْحَضَ حُجَجَهم الباطلة بالأدلة القاطِعة، وألَّف في ذلك، وردَّ على دحلان، والمدراسي، وغيرِهما، وله أجوبة سَديدةٌ، ونظمٌ جيِّدٌ، وحصَل له قبول، وانتفعَ به خلقٌ كثيرٌ، فممن أخذَ عنه شيخُنا عبد السَّتار الدَّهلوي، والشيخ بكر خوقير الحنبلي، وشيخُنا الشيخُ سعد بن حَمَد بن عَتيق، وكان مُعظمًا عند وَالي مكة وأميِرِها الشريف عَون، فكان يُجله ويحتَرِمُهُ، وبسببه أمر الشريفُ بهدِمِ جميعِ القُبَبِ والبِنَاياتِ التي على القبور في المعلاة وغيرِها، وكان فيما بلغني جالسًا ذاتَ يوم عند الشَريف، فمرَّ ذكر أصحاب الطُّرقِ وما يفعَلُونَه من الأذكار المبتدعة، فقَبَّح الشيخُ فِعْلَهُم، وقال: إنها أمور مُبْتَدعةٌ، لا أصلَ لها في الشرع، فإن مجرَّدَ تلك التكرار للفظ الإثبات في قولهم "إلا الله" لا يكون ذكرًا، وهم ما اقتصروا على ذلك، بل كرَّروا الضَّمير فقط، فقالوا: هو، هو، فتعجَّب الشريف من كلامه، فقال له: أنا أضربُ لك مثلًا، لو أن خُدَّامك وحاشيَتَكَ وقفُوا ببابِكَ، وجعلوا يُنادُون جميعهم بصوتٍ عالٍ ويقولون: عون، عون، يُرَدِّدُون ذلك أيسرك هذا، ويكون حسنًا عندك؟ قال: لا. قال: فماذا تصنع بهم؟ قال: آمر بتأدِيْبهم على فِعْلِهم، قال: فتأمُر بتأدِيْبهم على استهانَتِهم باسمك، ولا تُؤدِّبُهم على استهانتهم بذكر الله