للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الشَّيخ الجَلِيْل عَبْد الله بن عَبْد اللَّطِيْف، وأْخُوه الشَّيْخ إبراهيم بن عَبْد اللَّطِيْف، والشَّيْخ إسْحَاق بن عَبْد الرَّحمن بن حَسَن، وكان الشَّيْخ إسحاق قد أخَذَ عن جُمْلةٍ من عُلَمَاء الهِنْدِ وغيْرِهم مِنْ نَجْدِيِّين ومِصْريِّيْن، وتخصَّص المُتَرْجَم عَلَيْه بِعِلْم الحَدِيْث وأصُوله، وأصُول الفِقْه والتَّجْويد، وتَفَقَّه أيضًا بكُلِّ من الشَّيْخ محمَّد بن إبراهيم بن محمُود، والشَّيْخ حَسَن بن حُسَيْن، وأَكْثَر من القِراءة عَلَيهما، وأخذ عن الشَّيْخ سُلَيْمان بن سَحْمَان عِلْم التَّوْحِيْد والعَقَائِد الدِّينيَّة، وعن الشَّيْخ حَمَد بن فارس النَّحْويِّ في عِلْم العربيَّة، وتفَقَّه أيْضًا بالشَّيْخ سَعْد بن عَتِيْق، واستجازه فأجَازَهُ بجَمِيْع ما تَجُوز له رِوَايَتُه بشَرْطه، ثُمَّ لمَّا حجَّ سنة ثمانٍ وأربَعين وثلاث مئة وألْفٍ اجتمع بشيْخنا الشَّيْخ عَبْد السَّتَّار بن عَبْد الوَهَّاب الصدِّيقيِّ، الحَنفيِّ الدَّهْلَويِّ ثم المَكِّيَّ، فاسْتَجازَهُ، فأجابه إلى ذلك، وكتب له إجازَةً عامَّةً بجميع ما تَجُوزُ له وعَنْه رِوَايَتُه بشَرْطهِ، وأخذ عَنْهُ المُسَلْسَل بالأَوَّليَّة الحَقِيْقيَّة، وجملةً من المُسَلْسَلَاتِ غَيْرَه، وأخذ عن جملةٍ من المشايخ النَّجْديِّيْن، تَرَكْنَا ذِكْرَهُم طلبًا للاخْتِصار، وكان - فيما بَلَغَنِي - يُلَقَّب بالحَافِظ لِمَا رَزَقَهُ الله من سُرْعَةِ الفَهْم وشِدَّةِ الحِفْظ، وقُوَّة الإدْرَاك، وكان مشايخُهُ الَّذين أخذَ عَنْهم يُجِلُّونَهُ ويحتَرِمُونه، هذا مع ما هُوَ عَليْه من السَّكِيْنَة والوقار، والتَّعفُّفِ والتَّوَاضُع، واطِّراح التَّكَلُّف، وعَدَم مُزَاحَمة أصْحَاب المَنَاصِب الدُّنْيَويَّة عَلَيْها، وكان مُوَاظبًا على قِيَام اللَّيْل وتِلاوَة القرآن كُلَّ لَيْلَة، ومُدِيمًا على الأوْراد المشرُوعة، والتَعوُّذَات والأدْعية المأثُورَة، وصِدْق اللجوء إلى الله، والتَّوَكُّلِ على الله، وكان يجلِسُ بَعْد صَلاة الصُّبْح في مُصَلَّاه يدعو ويَذْكُر حتَّى تطْلُع الشَّمْس، وآخرَ سَاعَةٍ بَعْد العَصْر إلى قَريْبِ العِشاء.

تخرَّج به جَمَاعةٌ من الأفاضِل منهم: الشَّيْخ عبْد الله بن عَبْد الوَهَّاب بن زَاحِم، والشَّيخ حَمَد بن مَزْيَد، والأخ الفَاضل محمَّد بن عَبْد المُحْسِن الخَيَّال، والأخ عَبْد الرَّحْمن بن قَاسِم، ومِمَّن أخَذ عَنْه الشَّيْخ عَبْد الرَّحْمن بن عُثْمان التميري، والشَّيْخ حَمَد بن ناصِر العَسْكَر، وكاتِبُ التَّرْجَمة، فَقْد لازَمْتُه ليْلًا ونهارًا ملازَمةً تامَّةً مُدَّةً طويلةً لا تَقِلُّ عَن الخَمْس عَشْرَة سَنَةً، وسَافَرْت في مَعِيَّته مرَّتين، وقرأتُ عَلَيْه جُمْلةً مِن الكُتُب في فُنُون عديدةً، في التَّوْحِيْد والتَّفْسِير، والحَدِيْث والفِقْه، والنَّحْو والفَرَائِض والمُصْطَلح وغيرها، واسْتَجَزْتُه فأجَازَني