وسمعه منه جماعة، أحدهم: الشيخ الزاهد أبو الحسن القزويني، وحدث به القزويني لجماعة، منهم: ابن عبد الجبار، وحدث به. وسمع ابن سمعون من عبد الله بن أبي داود السجستاني، ومحمد بن مخلد الدُّوري، وأبي محمد بن صاعد، ومحمد بن جعفر الطبري، وابن زبّان الدمشقي، في آخرين.
حدث عنه: القاضي أبو علي بن أبي موسى، وأبو محمد الخلَّال، وعبد العزيز الأَزَجي، وابن حمدويه. وكان يحضر مجلسه أبو حامد الإِسفرائيني، وأبو إسحاق بن شاقلا، وأبو حفص البرمكي.
وكان يملي كل يوم ثلاثاء، فإذا فرغ من الإِملاء صعد على الكرسي وتكلم.
ولد سنة ثلاث مئة، وتوفي يوم النصف من ذي القعدة سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، ودفن بداره في شارع العتابيين، ثم نقل سنة ست وعشرين وأربع مئة، ودفن في مقبرة أحمد بن حنبل. انتهى.
وقال ابن العماد (١): هو الإِمام القدوة الناطق بالحكمة، الواعظ صاحب الأحوال والمقامات. روى عن أبي بكر بن أبي داود، وجماعة وأملى عدة مجالس. قال ابن خلكان: كان وحيد دهره في الكلام على علم الخواطر وحسن الوعظ وحلاوة الإِشارة ولطف العبارة، أدرك جماعة من المشايخ، وروى عنهم، منهم: الشيخ أيو بكر الشبلي وأنظاره، إلى أن قال: وله كل معنى لطيف، كان لأهل العراق فيه اعتقاد كثير، ولهم فيه غرام شديد، وإياه عنى الحريري صاحب "المقامات" في المقامة الحادية والعشرين، وهي الرَّازية، بقوله: رأيت بها ذات بُكْرة، زُمْرَة إثر زُمْرَةٍ، وهم مُنْتَشرون انتشار الجراد، ومُسْتَنُّون استنان الجِيَاد، ومُتَواصِفُون وَاعِظًا يقصدونه؛ ويُحِلُّون ابن سَمْعُون دونه.
ولم يأت في الوعاظ مثله، دفن بداره في شارع العباس، ثم نقل يوم الخميس حادي عشر رجب سنة ست وعشرين وأربع مئة، ودفن بباب حرب، وقيل: إن أكفانه