للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يتصل نسبه بكعب بن مالك الأنصاري، أحد الثلاثة الذين خُلَّفُوا، ثم تاب الله عليهم، البغدادي البَزَّاز، مُسند العراق، ويُعرف بقاضي المارستان.

قال ابن العماد (١): حضر أبا إسحاق البرمكي، وسمع من علي بن عيسى البَاقِلاني، وأبي محمد الجوهري، وأبي الطيب الطبري، وطائفة، وتفقه على القاضي أبي يعلى، وبرع في الحساب والهندسة، وشارك في علومٍ كثيرةٍ، وانتهى إليه علو الإِسناد في زمنه.

وتوفي في رجب، سنة خمسٍ وثلاثين وخمس مئة، وله ثلاثٌ وتسعون سنة، وخمسة أشهر.

قال ابن السمعاني: ما رأيت أجمع للفنون منه، نظر في كلِّ فنٍ، وسمعته يقول: تبتُ عن كلَّ علمٍ تعلمتُه إلا الحديث وعلمه، قاله في "العبر".

وكان يقول: من خدم المحابر خدمته المنابر.

وقال ابن رجب في "طبقاته" (٢): ولد يوم الثلاثاء، عشر صفر، سنة اثنتين وأربعين وأربع مئة، وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وسمع على خلائق، وتفقَّه على القاضي أبي يعلى، وقرأ الفرائض، والحساب والجبر، والمقابلة والهندسة، وبرع في ذلك، وله فيه تصانيف، وشهد عند الدَّامَغَاني، وتفنن في علومٍ كثيرة. قال ابن السمعاني: كان حسن الكلام، حُلَو المنطق، مَليحَ المحاورة، ما رأيت أجمع للفنون منه، نظر في كل علم، وفي علم الكلام، وكان سريع النسخ، حسنَ القراءة للحديث، سمعته يقول: ما ضيَّعتُ ساعةً من عمري في "لهوٍ أو لعبٍ، قال: وسمعته يقول: أسرتني الروم، وبقيت في الأسر سنةً ونصفًا، وكان خمسةً أشهرٍ الغلُّ في عنقي، والسلاسل على يدي ورجلي، وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن الله حتى نفعل ونصنع في حقك، فامتنعت، وما قلت، ووقت أن حُبِسْتُ كان ثَمَّ معلِّمٌ، يعلم الصِّبيان الخطَّ بالرُّومية، فتعلمتُ في الحبس الخَطَّ الرومي، وسمعته يقول: حفظتُ


(١) شذرات الذهب: ٤/ ١٨٠.
(٢) ذيل طبقات الحنابلة: ١/ ١٩٢ - ١٩٨.