يشتري كتبه كلها، فحَصَلَتْ أصول المشايخ عنده، وذكر عنه: أنه اشترى يومًا كتبًا بخمس مئة دينار، ولم يكن عنده شيء، وأنه استمهلهم ثلاثة أيام، ثم مضى ونادى على داره فبلغت خمس مئة دينار، فباعها ونَقَد الثمن لصاحب الكتب، ولما مرض أشهد عليه بوقف الكتب، فتفرقت وبيع أكثرها، ولم يبق إلا عشرها فتركت في رباط المأمونية وقفًا.
وذكر ابن الجوزي أنه كان يُذكر عنه نوع تفريط في الدين، وأنه كان قليل الفقه، بحيث إنه سئل عن رفع اليدين في الصلاة ما هو؟ فقال: هو ركن، فضحك منه، وكان سامحه الله قليل المبالاة بحفظ قاموس العلم والمشيخة، بحيث إنه كان يلعب بالشطرنج على قارعة الطريق مع العوام، ويمازح السُّفهاء، ويقفُ في الشوارع على حِلَق المُشَعْبِذين وأصحاب اللهو واللَّعَابين بالقرود والدباب، من غير مبالاة، وإذا عُوتب على ذلك يقول: إنه يندر منهم نوادر لا يكون أحسن ولا ألطف منها، ومع ذلك فكان لا يخلو كمه من كتب العلم. انتهى المراد منه.
ولابن الخشاب تصانيف كثيرة، ذكر منها ابن رجب: كتاب "المرتجل في شرح الجمل للزجاجي" وقد ترك فيه أبوابًا في وسط الكتاب لم يشرحها، وكتاب "الرد على ابن بابشاذ في شرح الجمل"، وكتاب "الرد على أبي زكرياء التبريزي في تهذيب إصلاح المنطق لابن السكيت"، وكتاب "أغلاط الحريري في مقاماته"، وكتاب "شرح اللمع لابن جني" إلى باب النداء في ثلاث مجلدات، و"شرح مقدمة الوزير ابن هُبَيرة" في النحو أربع مجلدات، ويقال: إنه وَصَله عليها بألف دينار، وله "جواب المسائل الإِسكندرانية" في الاشتقاق.
قال ابن رجب: ويقال إن ابن الخشَّاب ضيقَ العَطَن في تصانيفه لا يُتمُّها، وإن كلامه كان أجود من قلمه. انتهى كلام ابن رجب.
وله غير ما ذكر ابن رجب:"حاشية على دُرَّة الغواص للحريري"، "شرح مقامات الحريري"، كتاب "اللامع" في النحو، كتاب "مواليد أهل البيت"، "المجمل في شرح الجمل الصغيرة"، وهو غير "المرتجل"، فإن ذاك في شرح الجمل الكبيرة.