للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحدَّاد البغدادي، الفقيه، الأديب الشاعر، المتكلم المؤرَّخ، أبو الفرج.

قال ابن العماد (١): ولد سنة سبع وسبعين وأربع مئة، وقرأ بالروايات، وسمع الحديث من أبي السعادات المتوكل وغيره، وتفقَّه على ابن عقيل، وابن الزَّاغُوني، وبرع في الفقه وأصوله وفروعه، وقرأ علم الكلام، والمنطق والفلسفة، والحساب، ومتعلقاته من الفرائض، وغيرها، وكتب خطًا حسنًا صحيحًا، وقال الشعر الحسن، وأفتى، وتردد إليه الطلبة في فنون العلم، وروى عنه ابن شافِع، وابن ريحان، وغيرهما. قال ابن النجَّار: وله مصنفات في الأصول، وكان قُوْتُه من أجرة نسخه، ولم يزل قليل الحظ منغَّص العيش، وحطّ عليه ابن الجوزي في "تاريخه" ونسبه إلى الحَيْرة والشك، وتوفي سنة ثلاث وسبعين وخمس مئة. انتهى.

وذكره الذهبي في "الميزان" (٢) وقال: هو سيَّئ الاعتقاد.

وتعقَّبه ابن حجر في "اللسان" (٣) فقال: قال ابن الدُّبَيْثي: كان شيخنا ابن الجوزي سيَّئَ الرأي فيه، يطلق القولَ بفساد معتقده ورداءَةِ مذهبه.

قلت: وذكره في "المنتظم" فقال: ناظر وأفتى، إلا أنه كان في فَلَتَات لسانه ما يدلُّ على سوء عقيدته، وكان لا ينضبط، فكل مَنْ يجالسه يعثرُ منه على ذلك، وكان تارةً يميل إلى مذهب الفلاسفة، وتارةً يعترض على القدر.

وقال القاضي أبو يعلى ابن الفرَّاء: منذ كتب صدقة "الشفا" لابن سينا تغيَّر. وحكى ابن الجوزي من سوء عقيدته أشياء، إلى أن قال: ولما كثر عُثوري منه على هذا هجرته، ولم أصل إليه، وكان قد سمع من ابن الزَّاغُوني وسعيد بن البنَّاء، وأبي طالب اليوسفي، وأبي عثمان بن مَلَّة، وكان مليحَ الخط، نَسخَ الكتب. وأورد له ابن الجوزي من الشعر ما يدل على سوء معتقده:


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٢٤٥.
(٢) ميزان الاعتدال: ٢/ ٣١٠.
(٣) لسان الميزان: ٣/ ١٨٤.