للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصِّدِّيق رضي الله عنه، أبو الفرج بن الجوزي، القُرشي، البكري، البغدادي، الفقيه، الحنبلي، الواعظ، المتفنن، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة في أنواع العلوم من التفسير، والحديث، والفقه، والزهد، والوعظ، والأخبار، والتاريخ، والطب، وغير ذلك.

قال ابن العماد (١): ولد سنة عشر وخمس مئة أو قبلها، وسمع من علي بن عبد الواحد الدِّيْنَوَرِي، وابنِ الحُصَيْن، وأبي عبد الله البارع، وتَتِمَّة سبعةٍ وثمانينَ نفسًا، ووعظ من صغره، وفاق فيه الأَقران، ونَظَم الشعر المليح، وكتب بخَطِّه ما لا يُوصف، ورأى من القَبُول والاحترام ما لا مزيد عليه، وحكى غير مرة أنَّ مجلسه حُزِرَ بمئة ألف، وحضر مجلسه الخليفةُ المستضيء مراتٍ من وراء الستر، وذكر هو أنَّه منسوبٌ إلى مَحَلَّة بالبصرة تسمى مَحَلَّةَ الجَوْز، ولما ترعرع حملته عَمَّتُه إلى مسجد أبي الفضل بن ناصر، وهو خاله، فاعتنى به، وأسمعه الحديث، وحفظ القرآن، وقرأه على جماعة من القُرّاء بالروايات، وسَمِع بنفسه الكثير، وعني بالطلب، ونظر في جميع الفنون، وألَّفَ فيها، وعَظُمَ شأنُه في ولايةِ ابنِ هُبَيْرَة.

قال في آخر كتاب "القصاص والمذكرين" له: ما زلْتُ أعِظُ الناسَ، وأُحَرِّضُهم على التوبة والتقوى، فقد تاب على يَدَيَّ إلى أن جمعت هذا الكتاب أكثرُ من مئة ألف رجل، وقد قطعت من شعور الصبيان اللَّاهين أكثرَ من عشرة آلافِ طائلة، وأسلم على يَدَيَّ أكثرُ من مئة ألف، قال: ولا يكادُ يذكر لي حديث إلَّا ويمكنني أنْ أقولَ: صحيحٌ أو حسنٌ أو محال، ولقد أقدرني الله على أنْ أرتجلَ المجلسَ كُلَّه من غير ذكرِ محفوظ.

وقال سِبْطُه المُظَفَّرُ: كانَ زاهدًا في الدنيا، متقللًا منها، وما مازَحَ أحدًا قَطُّ،


(١) شذرات الذهب: ٤/ ٣٢٩.