وفَضَلَ منها، وأوقفَ كُتُبَه على مدرسته التي بناها بدرب دينار. انتهى.
وذكر له ابن رجب (١) ترجمةً حافلةً جدًا قال فيها: قال أبو العَبَّاس ابنُ تيمية رحمه الله في أجوبته المِصْريَّة: كان الشيخ أبو الفرج ابنُ الجوزي مفتيًا، كثيرَ التصنيف والتآليف، له مصنفاتٌ في أمورٍ كثيرة حتى عَدَدَتُها فرأيتها أكثرَ من ألفِ مُصَنَّفٍ ورأيتُ بعد ذلك له ما لم أرَهُ.
قال: وله من التصانيف في الحديث وفنونهِ ما لم يُصَنَّفْ مِثْلُه، قد انتفعَ الناسُ بها، وهو كان من أجود فنونهِ، وله في الوعظ وفنونهِ ما لم يُصَنَّفْ مثلُه، ومن أحسن تصانيفه ما يجمعه من أخبار الأَوَّلين مثل المناقب التي صَنَّفها، فإنه ثقةٌ كثيرُ الاطلاع على مصنَّفات النَّاس، حسنُ الترتيب والتبويب، قادرٌ على الجمع والكتابة، وكان من أحسنِ المُصَنِّفين في هذه الأبواب تمييزًا، فإِنَّ كثيرًا من المُصَنِّفين فيه لا يُميَّزُ الصِدْقَ من الكذب، وكان الشيخُ أبو الفرج فيه من التمييز ما ليس في غيره، وأبو نُعَيْم له تمييزٌ وخبرة، لكن يذكر في "الحلية" أحاديثَ كثيرةً موضوعةً، فهذه المجموعات التي يجمعها الناسُ في أخبار المتقدمين من أخبار الزُّهَّاد ومناقبهم، وأيام السَّلَفِ وأحوالهم، مصنفاتُ أبي الفرج أسلمُ فيها من مصنفاتِ هؤلاء، ومصنَّفات أبي بكر البيهقي أكثرُ تحريرًا لحقِّ ذلك من باطله من مصنفاتُ أبي الفرج، فإِن هذين كانا لهما معرفةٌ بالفقه والحديث، والبيهقي أعلمُ بالحديث، وأبو الفرج أكثرُ فنونًا وعُلومًا. انتهى كلام ابن تيمية.
ولأبي الفرج ابن الجوزي تصانيفُ كما يقول ابنُ تيمية: تزيد على الألف، وقد ذكر ابنُ رجب منها المتعلقة بالقرآن وعلومه: كتاب "المغني" في التفسير أحد وثمانون جزءًا، "زاد المسير في علم التفسير" أربع مجلدات، "تيسير البيان في تفسير القرآن" مجلد، "تذكرة الأريب في تفسير الغريب" مجلد، "غريب الغريب" جزء، "نزهةُ العيونِ النواظرِ في الوجوه والنظائر" مجلد، "الإِشارة إلى القراءة المختارة" أربعة