للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أن جادت بنفسها لله -تعالى-؟! " (١).

الرابع: الفاجر المنبعث في المعاصي والمحارم، مثل تارك الصلاة والزّكاة مع اعترافه بوجوبهما،، والزاني ومُدْمن الخمر، ونحوهم من الفُساق؛ فإِنه يصلّي عليهم؛ إِلا أنه ينبغي لأهل العلم والدين أن يَدَعُوا الصلاة عليهم؛ عقوبة وتأديباً لأمثالهم، كما فعل النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وفي ذلك أحاديث:

١ - عن أبي قتادة قال: "كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذا دُعي لجنازة سأل عنها، فإِنْ أُثني عليها خير قام فصلّى عليها، وإن أُثني عليها غير ذلك قال لأهلها: شأنَكُم بها ولم يُصلِّ عليها" (٢).

٢ - عن جابر بن سمَرة -رضي الله عنه- قال: "أُتي النّبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - برجل قَتَل نفسه بمشاقص (٣)؛ فلم يُصَلِّ عليه" (٤).

قال أبو عيسى -رحمه الله- تعليقاً على حديث جابر بن سمرة: "وقد اختلف أهل العلم في هذا: فقال بعضهم: يُصلّى على كلِّ من صلّى للقبلة، وعلى قاتل النفس، وهو قول سُفيان الثوري وإسحاق، وقال أحمد: لا يُصلّي الإِمام على قاتل النفس، ويصلّي عليه غير الإِمام".


(١) أخرجه مسلم: ١٦٩٦.
(٢) أخرجه أحمد، والحاكم، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وشيخنا -رحمه الله- كما في "أحكام الجنائز" (ص ١٠٩).
(٣) المشاقص: سهام عراض، واحدها مِشقص -بكسر الميم وفتح القاف-.
(٤) أخرجه مسلم: ٩٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>