للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية: " ... فلمّا صحّوا كفروا بعد إسلامهم، وقتَلوا راعيَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مؤمِناً، واستاقوا ذود (١) رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وانطلقوا محاربين" (٢).

فهذا من باب عقوبة الحِرابة وقد قال الله -تعالى-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣).

وعن عبد الله بن يزيد -رضي الله عنه- عن النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - "أنّه نهى عن النُّهْبَة والمُثْلَة" (٤).

وعن الهيّاج بن عمران أنّ عمران أبَقَ (٥) له غلام، فجعَل لله عليه لئن قدر عليه ليقطعن يده، فأرسلني لأسأل له، فأتيت سَمَرة بن جُنْدُب فسألتُه، فقال: كان نبيّ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحثنا على الصدقة وينهانا عن المُثْلَة، فأتيت عمران بن حصين فسألته، فقال: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحثّنا على الصدقة وينهانا عن المُثلَة" (٦).

٨ - الغُلول والنُّهْبَة: كما في حديث بريدة -رضي الله عنه- المتقدّم" ... ولا تغُلُّوا".


(١) الذّود من الإبل: ما بين الثنتين إلى التسع، وقيل ما بين الثلاث إلى العشر "النّهاية".
(٢) "صحيح سنن النسائي" (٣٧٦٢)، وأصل أكثر هذه الألفاظ في "الصحيحين" كما تقدّم.
(٣) المائدة: ٣٣ - ٣٤.
(٤) أخرجه البخاري: ٥٥١٦.
(٥) أي: هرب.
(٦) أخرجه أبو داود (٢٦٧٦)، وصححه شيخنا -رحمه الله- وانظر "الإرواء" (٢٢٣٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>