للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهي المتنفس الطبيعي للإنسان، ومن ثمّ كانت رحمة.

عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: "قال النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: الجماعة رحمة، والفُرقة عذاب" (١).

فالصلاة تُسَنُّ فيها الجماعة، وهي تَفْضُل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.

عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أنّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "صلاة الجماعة تفضُل صلاة الفذّ بسبع وعشرين درجة" (٢).

والزكاةُ معاملةٌ بين الأغنياء والفقراء، والصيامُ مشاركةٌ جماعية، ومساواةٌ في الجوع؛ في فترةٍ مُعيَّنة مِن الوقت، والحجّ ملتقى عامّ [يجتمع فيه مَن استطاع مِن المسلمين مِن أطراف الأرض كلّ عام، وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الاجتماع على قراءة القرآن وتدارُسه]: "وما اجتمعَ قوم في بيتٍ مِن بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم؛ إلاَّ نَزَلَت عليهم السكينة، وغَشِيتهم الرحمة، وحفَّتهم الملائكة، وذكَرَهم الله فيمن عنده" (٣).

ولقد كان الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يحرص على أن يجتمع المسلمون، [ظاهراً وباطناً] إذ الارتباط بين الظاهر والباطن وثيق لا انفصام بينهما.

قال شيخنا -رحمه الله- في "حجاب المرأة المسلمة" (ص ١٠٨): "وهذا الارتباطُ بين الظاهر والباطن؛ ممّا قرَّره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قوله الذي رواه النعمان بن بشير


(١) أخرجه أحمد، وغيره، وانظر "الصحيحة" (٦٦٧) و"السُّنّة" لابن أبي عاصم (٩٣).
(٢) أخرجه البخاري: ٦٤٥، ومسلم: ٦٥٠.
(٣) أخرجه مسلم: ٢٦٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>