للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَن كان قبلكم اختلفوا فهلكوا" (١).

ولن تصلَ الجماعة إلى تماسُكها؛ إلاَّ إذا بذَلَ لها كلّ فردٍ مِن ذات نفسه، وذاتِ يده، وكان عَوْناً لها في كلّ أمرٍ من الأمور التي تهمّها؛ سواءٌ أكانت هذه المعاونة معاونةً ماديةً أو أدبيةً، وسواءٌ أكانت معاونةً بالمال، أم العلم، أم الرأي، أم المشورة، قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خير الناس أنفعهم للناس" (٢).

وعن أبي موسى -رضي الله عنه- أنّ النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "اشفعوا فَلْتُؤْجَروا" (٣)

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعتَه (٤)، ويَحُوطُه (٥) مِن ورائه" (٦).

قال الله- تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (٧).


(١) أخرجه البخاري: ٢٤١٠.
(٢) أخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"، وانظر "الصحيحة" (٤٢٦).
(٣) أخرجه البخاري: ٧٤٧٦، ومسلم: ٢٦٢٧.
(٤) ما يكون معاشاً كالصنعة والتجارة والزراعة وغير ذلك، فالمعنى هنا: أي يمنع عن أخيه تَلَف ذلك وخسرانه، وكل ما يُحتَمل ضياعُه. انظر "عون المعبود" (١٣/ ١٧٨) و"بذل المجهود" (١٩/ ١٥٩) وكتابي "شرح صحيح الأدب المفرد" (١٧٨/ ٢٣٩).
(٥) قال في "النّهاية": "أحاطه يحوطه حوطاً وحياطةً: إذا حَفِظه وصانه وذبّ عنه، وتَوفّر على مصالحه".
(٦) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (٤١١٠) والبخاري في "الأدب المفرد" "صحيح الأدب المفرد" (١٧٨)، وانظر "الصحيحة" (٩٢٦).
(٧) الصف: ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>