للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشدُّ بعضه بعضاً.* (١)

والتآلف والاعتصام؛ لا يكون إلاَّ على حبل الله، فهذا هو الاجتماع الممدوح المشروع.

وحبل الله: هو كتاب الله- تعالى- المتضمّن سنّة نبيِّه المطهرة.

عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: "قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: كتاب الله: هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض" (٢).

وعن أبي شريح الخزاعي قال: "خرج علينا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "أبشروا أبشروا؛ أليسَ تشهدونَ أنْ لا إله إلاَّ الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإنّ هذا القرآن سببٌ طَرَفُهُ بيد الله، وطَرَفُهُ بأيديكم، فتمسّكوا به؛ فإنكم لنْ تَضِلّوا ولن تَهْلَكُوا بعدَهُ أبداً" (٣).

وقد ضُمِنتْ لهم العِصْمةُ -عند اتفاقهم- من الخطأ، كما وردَت بذلك الأحاديث المتعددة أيضاً، وخِيفَ عليهم الافتراق، والاختلاف، وقد وقَع ذلك في هذه الأمّة؛ فافترقوا على ثلاث وسبعين فرقة، منها فرقة ناجية إلى الجنة ومُسَلّمة من عذاب النار، وهم الذين على ما كان عليه رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه.

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "لا تختلفوا، فإنّ


(١) ما بين نجمتين عن "فقه السُّنَّة" (٣/ ٣٧٨) بتصرف وحذف وزيادة.
(٢) أخرجه أحمد والترمذي وغيرهما وانظر "الصحيحة" (٢٠٢٤).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" وعنه ابن حبان والطبراني في "المعجم الكبير" وغيرهم وانظر "الصحيحة" (٧١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>