ديناراً ولا درهماً إنما ورَّثوا العلم فمن أخذَه أخذَ بحظٍّ وافر" (١).
وإنّ العلماء وَرَثة الأنبياء، فيجب تحكيم ورثته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد وفاته.
وإنّك لتسمع في المصائب والملمّات والنّكبات: أين العلماء؟!.
فأقول: إن قوّة العلماء باستجابة الأمّة والمجتمعات. وهل أنتم مستجيبون لتوجيهات العلماء؟!
أين استجابتكم في تحقيق التّوحيد تفقُّهاً وعَمَلاً بمقتضاه؟!
أين استجابتكم في تحقيق اتباع النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واجتناب البدعِ والضَّلالات؟!
أين استجابتكم في الاقتداء بالصحابة -رضي الله عنهم-؟!
أين استجابتكم في ترْك الربا والغيبة والنميمة؟!
أين استجابتكم في الائتمار بأوامِر الله واجتناب نواهيه؟!
فأين أنتم؟! أين أنتم؟! أين أنتم؟!.
١٣ - الخلاف بين الراعي والرعيَّة.
عن عوف بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خِيارُ أئِمَّتكم الذين تحبُّونهم ويحبُّونكم، ويُصلُّون عليكم وتُصلُّون عليهم، وشرارُ أئمّتكم الذين تُبغِضونهم ويُبغِضونكم وتَلْعنونهم ويَلْعنونكم.
قيل: يا رسول الله! أفلا نُنَابذُهم بالسّيف؟ فقال: لا؛ ما أقاموا فيكم
(١) أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم، وحسَّنه لغيره شيخنا -رحمه الله- في "صحيح الترغيب والترهيب" (٧٠).