للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالسكوت ونُهينا عن الكلام" (١).

فمِن أين لكم أنّ أنَسَاً إِنّما أراد هذا الدعاء المعيَّن دون سائر أقسام القنوت؟ ".

وقال (ص٢٨٣): ولمّا صار القنوت في لسان الفقهاء وأكثرِ الناس، هو هذا الدعاء المعروف: "اللهمّ اهدني فيمن هديت ... " إِلخ، وسمعوا أنّه لم يزل يقنت في الفجر حتى فارَق الدنيا وكذلك الخلفاء الراشدون وغيرهم من الصحابة؛ حمَلوا القنوت في لفظ الصحابة على القنوت في اصطلاحهم.

ونشأ من لا يعرف غير ذلك، فلم يشكّ أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه كانوا مداومين عليه كلّ غداة! وهذا هو الذي نازعهم فيه جمهور العلماء وقالوا لم يكن هذا من فِعله الراتب، بل ولا يثبت عنه أنّه فعَله. انتهى.

وبعد هذا نسأل: لماذا خصّصوا الفجر بالقنوت؟

فإِنْ قالوا قد صحّ في ذلك نصوص:

قلنا: صحّ فيه -كما تقدّم- من غير تخصيص، ولكن في جميع الصلوات في النوازل.

فعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كان القنوت في المغرب والفجر" (٢). فلماذا لا تخصّصونه في المغرب!

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بينما يصلّي العشاء إِذ


(١) أخرجه البخاري: ٤٥٣٤، ومسلم: ٥٣٩
(٢) أخرجه البخاري: ١٠٠٤

<<  <  ج: ص:  >  >>