للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي تاريخ الحاكم عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: كان عبد الله بن طاهر إذا سألني عن حديث فذكرته له بلا إسناد سألني عن إسناده، ويقول: رواية الحديث بلا إسناد من عمل الزمنى. فإن إسناد الحديث كرامة من الله - تعالى - لأمة محمد - صلى الله عليه وسلم -. قال بقية: ذاكرت حماد بن زيد في أحاديث ما أجودها لو كان لها أجنحة يعني إسنادًا. وقال الحاكم: ولولا كثرة طائفة المحدثين على حفظ الأسانيد لدرس منار الإِسلام وتمكن أهل الإلحاد والمبتدعة من وضع الأحاديث وقلب الأسانيد. بل قيل في قوله تعالى: {وَآثَارَهُمْ} على إسناد الحديث. وقال الثوري: الإسناد سلاح المؤمن. وقال محيي الدين النووي: إذا لم يكن معك سلاح فكيف تقاتل. وقال سفيان الثوري أيضًا: الإسناد زين الحديث فمن اعتنى به فهو السعيد. قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في أول "فتح الباري": سمعت بعض الفضلاء يقول: الأسانيد أنساب الكتب. وقال النووي: وهي من المطلوبات المهمات والنفائس الجليلات التي ينبغي للفقيه والمتفقه معرفتها وتقبح به جهالتها فإدا شيوخه في العلم آباء في الدين ووصلة بينه وبين رب العالمين وكيف لا يقبح جهل الإسناد والوصلة بينه وبين ربه الكريم الوهاب مع أنه مأمور بالدعاء لهم وبرهم وذكر ما منه برهم والثناء عليهم والشكر لهم. اهـ. وأخرج الحاكم في "علوم الحديث" وأبو نعيم والديلمي وابن عساكر كلهم عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه مرفوعًا: "إذا كتبتم الحديث فاكتبوه بإسناده فإن يك حَقًّا كنتم شركاء في الأجر وإن يك باطلًا كان وزره عليه". وأورده الحافظ السيوطي، ونقل المناوي في "السير" عن الحافظ الذهبي أنه موضوع. وكذلك حض على طلب العلو في الإسناد الإمام أحمد بن حنبل قال: طلب الإسناد العالي سنة عمن سلف، وقال أيضًا: طلب علو الإسناد من الدين. وقال محمد بن أسلم: قرب الإسناد قرب. أو قال: قربة إلى الله عز وجل، وقد نص العلماء على أن معرفته من الفروض الكفائية وأنه من خصائص هذه الأمة المحمدية قال شهاب الدين بن حجر الهيثمي: ولكون الإسناد يعرف به الموضوع من غيره كانت معرفته من فروض الكفاية. وقال محمد بن حاتم: إن الله أكرم هذه الأمة وشرفها وفضلها بالإسناد وليس ذلك لأحد من الأمم كلها قديمها وحديثها. وقال ابن حزم: نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي - صلى الله عليه وسلم - مع

<<  <  ج: ص:  >  >>