الأمر بالبلاد الشامية، واجتماعه بأركان الدولة، واستصراخهِ بهم، وحَضَّهم على الجهاد، وإخبارهِ لهم بما أعَدَّهُ الله للمجاهدين من الثواب وإبدائهم في العذر في رجوعهم وتعظيمهم له، وتردد الأعيان إلى زيارته واجتماعِ ابن دقيق العيد به وسماعهِ كلامَه، وثناؤُه عليه الثَّناءَ العظيم، وتوجهه بعد أيام إلى دمشق، واشتغالهِ بالاهتمام لجهادِ التتار، وتحريضهِ الأمراء على ذلك إلى وُرود الخبر بانصرافهم، وقيامهِ في وقعة شقحب المشهورة سنة اثنتين وسبع مئة، واجتماعهِ بالخليفة والسُّلطان، وأرباب الحَلِّ والعَقْدِ، وأعيان الأمراء وتحريضِه لهم على الجهاد، وموعظته لهم، وما ظهر في هذه الوقعة من كراماته وإجابة دعائه وعظيم جهاده، وقوة إيمانه وشِدَّة نُصْحِه للإِسلام، وفرط شجاعته ثم توجهه بعد ذلك في آخر سنة أربع لقتال الكسروانيين وجهادهم واستئصال شأفتهم، ثم مناظرته للمخالفين في سنة خمس في المجالس التي عُقِدَتْ بحضرة نائبِ السَّلْطَنَة الأفْرَم، وظهوره عليهم بالحُجَّةِ والبيان ورجوعهم إلى قوله طائعين ومكرهين، ثم توجهه بعد ذلك في السَّنَة المذكورة إلى الدِّيار المِصْرِيَّة في صحبةِ قاضي الشافعية، وعقد له مجلسٌ حينَ وصولِه بحضورِ القضاة، وأكابر الدولة، ثم حبسِهِ في الجب بقلعة الجبل ومعه أخواه سنةً ونصفًا، ثم خروجِه بعد ذلك وعقدِ مجلسٍ له لخصومتهم، وظهوره عليهم ثم إقرائهِ للعلم، وبَثَّهِ ونَشْرِه، ثم عُقِدَ له مجلسٌ في شوال سنة سبعٍ لكلامه في الاتحادية، وطعنه فيهم ثم الأمر بتسفيره إلى الشَّام على البريد ثم الأمر بِرَدِّهِ من مرحلة، وسجنه بحبس القضاة سنة ونصفًا، وتعليمه أهل الحَبْسِ ما يحتاجون إليه من أمورِ الدين ثم إخراجه منه، وتوجهِه إلى الإِسْكَنْدَريَّة، وجعلِه في برجِ حُبس فيه ثمانيةَ أشهرٍ يدخل إليه مَنْ شاء، ثم توجهِه إلى مِصْرَ واجتماعه بالسلطان في مجلس حضر فيه القضاة، وأعيان الأمراء، وإكرامه له إكرامًا زائدًا عظيمًا، ومشاورتهِ له في قتل بعض أعدائه، وامتناع الشيخ من ذلك، وجعله كُلَّ من آذاه في حل، ثم سُكْنَاه بالقاهرةِ، وعوده إلى نشر العلم، ونفع الخلق، وما جرى بعد ذلك من قضية البكري وغيرها، ثم توجه بعد ذلك إلى الشام صحبة الجيش المنصور قاصدًا العراق بعد غيبته عن دمشق سبع سنين وسبع جمع، وتوجهِه في طريقه إلى بيت المقدس، ثم ملازمتِه بعد ذلك بدمشق إلى نشر العلم، وتصنيف