وقال رجل من أهل خراسان: كان أهل خراسان يرون أن أحمد بن حنبل لا يشبه البشر، يظنون أنه من الملائكة.
وقال رجل كان في ثغر: نحن نقول: نظرة من أحمد بن حنبل خير، أو قال: تعدل عندنا عبادة سنة.
وقال علي بن الجهم: كنت شابًّا، فرأيت الناس يمرون أفواجًا أفواجًا، فسألت، فقالوا: رجلٌ رأى أحمد بن حنبل. فقلت له: رأيتُ أحمدَ بنَ حنبل؟ فقال: صليتُ في مسجده.
ووقع بين امرأتين مجوسيتين اختلاف في ميراث، فاحتكمتا إلى عالم، فقضى إلى إحداهن، فقالت: إن كنتَ قضيتَ بقضاء أحمد بن حنبل قبلت، وإلا لم أقبل. فقال: نعم، بقضاء أحمد بن حنبل. فقبلتْ.
وقال بعض المتطببين: سألني بعض القسيسين والرهبان أن يجيء معي إلى أحمد بن حنبل، فينظر إليه.
ودخل إليه نصراني يعالجه فقال: يا أبا عبد الله، إني لأشتهي أن أراك منذ سنين، وليس بقاؤك صلاح للإِسلام وحدهم، بل للخلق جميعًا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك.
وقال المرُّوذي: قلت لأحمد: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار. فقال: يا أبا يكر، إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس؟.
وكان محمد بن عبد الله الصيرفي يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي يقول لهم: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي وأبي ثور؛ الحسين في علمه وحفظه، وأبو ثور لا يعشره في علمه. فتكلم أحمد بن حنبل في الحسين فسقط؛ وأثنى على أبي ثور فارتفع.
وقال عبد الله بن طاهر: ما رأيت أعجب من هؤلاء المرجئة! يقول أحدهم: