للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المسلسل بالأولية، وقد سمع الفقهَ والحديثَ من جماعةٍ بالبَصْرة كثيرةٍ، وقرأ بها النَّحو وأتقن تحريره، وكتبَ الكثيرَ من اللُّغة والحديث في تلك الإقامة، وحثَّ على طريق الهُدى والاستقامة، وكان أكثر لُبته لأخذ العلم بالبَصْرة، ومقامه، ثم رجعَ بعد ذلك السَّفر، فإذا والد عبد الوهَّاب قد رفَض سُكنى العيينة، وهَجَر واختار سُكنى حريْملا، فأقام بها، واستقرَّ، فأقام فيها مع أبيه يُعلن بالتَّوحيد ويُبْدِيه، وينادي بإبطال دعوةِ غيرِ الله ويُفْشِيهِ، ويَنْصَحُ مَنْ عَدَل عن الحق والرَّشاد ويَسْلُك في ذلك سبيلَ السَّداد. انتهى المراد من تلك الترجمة الحافلة.

وذكره صدَّيق القنوجي في "أبجد العلوم" (١) وقال: وُلِد في بلاد نَجْد ونشأ بها، وقرأ القرآنَ، وسمع الحديثَ، وأخذ عن أبيه، وهم بيتُ فقه حنابلة، ثم حج وقصد المدينةَ المنوَّرة، ثم انتقلَ مع أبيه إلى حريملا قريةٍ من نَجْد أيضًا، ولما مات أبوه رجع إلى العُيَيْنَة وأراد نشرَ الدَّعوةِ، فرضِي أهلها بذلك، ثم خرَجَ منها بسبب إلى الدَّرْعِيَّة وأطاعه أميرُها محمد بن سعود من آل مقرن ويُذكر أنه من بني حَنِيْفة ثم من رَبِيْعة، وذلك في حدود سنةِ تسعٍ وخمسين ومئة وألف، فانتشرت دعوتُه في نَجْد، وشرقي بلادِ العرب إلى عُمان، ولم يخرج عنها إلى الحجازِ واليَمَن إلا في حدود سنة مئتين وألفَ، وكانت وفاتُه سنةَ ستٍ ومئتين وألف، وله مؤلَّفات منها: كتاب فيه "نبذة في معرفة الدِّين الذي معرفته والعملُ به سببٌ لدخولِ الجنة، والجهل به وإضاعته سببٌ لدخول النَّار"، وكتاب "التوحيد" المشتمل على مسائل من هذا الباب، وكتاب في فضائل الإسلام، وكتاب في "مسائل خالفَ فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما عليه أهل الجاهلية من أهل الكتاب وغيرهم"، وهو مختصر في نحو كراسة، وكتاب "كشف الشُّبهات في بيان التوحيد وما يخالفه والرَّد على المشركين"، ورسالة في "أربع قواعد من قواعد الدِّين" في نحو ورقة، وكتاب "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، وكتاب "تفسير شهادة أن لا إله إلا الله"، وكتاب في تفسير الفاتحة، ورسالة في "معرفة العبد ربه ودينه ونبيه"، ورسالة في بيان التَّوجُّه في الصَّلاة، ورسالة في


(١) أبجد العلوم ٣/ ١٩٤.