للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معنى الكلمة الطَّيبة، ورسالة في تحريم التقليد، وهذا جُلُّ ما وقفت عليه من تآليفه، وفيها ما يُقبل ويُردُّ، وعلى كتابه "التوحيد" شرحٌ مبسوط مفيد لحفيدهِ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب سماه "فتح المجيد لشرح كتابِ التوحيد"، ولأتباعه أيضًا رسائل، وبالجملةِ فهو ممن اختلفَ النَّاسُ في اعتقادِهم فيهِ، فمنهم مَنْ أثنى عليه في كلِّ ما وَضعه ونَشَرهُ ودعا إليه وقاتَل عليه، فانتصرَ له وافتخرَ بالانتسابِ إليه وإلى طريقتهِ، ومنهم من أساء الظنَّ به كل الظنِّ، فردَّ عليه كل نَقِيرٍ وقِطْمير اختاره، وذهب إليه، وكفَّرهُ وبدَّعه، ومنهم مَنْ سَلَك سبيلَ الإنصافِ، فقبل من أقوالهِ ما كان صوابًا، وردَّ ما خالف منها سنةً وكتابًا، ولَعْمري هذا هو الطَّريق السَّوِي، والصِّراط المُسْتَوي. انتهى.

وذكره المحقق ابن بَدْران في "مدخله" (١) وقال: هو العالم الأَثَري، والإمامُ الكبير محمد بن عبد الوهَّاب بن سُليمان بن علي، يتَّصلُ نسبهُ بعبد مناة بن تميم التميمي، رَحَل إلى البَصْرة والحجازِ لطلبِ العلم، وأخذ عن الشيخ علي أفندي الطَّاغِسْتَاني، وعن المحدِّث الشيخ إسماعيل العجلوني، وغيرهما من العَلماءِ، وأجازوه بكُتُبِ الحديث وغيرِها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخَّرين، ولما امتلأ وِطابُه من الآثار وعلم السُّنَّة، وبرع في مذهب أحمد أخذ يَنْصُرُ الحقَّ ويُحارِب البِدَع، ويقاوم ما أدخله الجاهِلون في هذا الدين الحنيفي، والشريعة السَّمحاء، وأعانَهُ قومٌ أخلصوا العبادة لله وحده، على طريقته التي هي إقامة التَّوحيد الخالص، والدَّعاية إليه، وإخلاصُ الوحدانيَّةِ والعبادة كُلِّها بسائر أنواعِها لخالقِ الخَلْقِ وَحْدَه، فحبا إلى معارضته أقوام ألِفُوا الجمودَ على ما كان عليه الآباءُ، وتدرَّعوا بالكسل عن طلبِ الحقَّ، وهم لا يزالون إلى اليوم يضرِبُون على ذلك الوتر، وجنودُ الحق تُكافحُهم، فلا تُبْقي منهم ولا تَذَرَ وما أحَقهُم بقولِ القائلِ:

كناطِح صخرة يومًا ليُوهِنَها … فلم يَضِرْها وأَعْيا قَرْنَهُ الوَعِلُ

ولم يزل مثابرًا على الدَّعوة إلى دين الإسلام، حتى توفاه الله تعالى سنة


(١) المدخل: ٤٤٦ - ٤٤٧.