للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الناس عليه شيخُنا عبد الله بن عبد العزيز العَنْقَري، وتأسَّف الناسُ لفقدِهِ، وشيَّعَهُ خلقٌ كثيرٌ، ودُفِنَ في مقبرة حويزة رحمه الله ورضي عنه. وكان مُصابًا بداء البَوَاسِير، فكانت هي سبب وفاتِهِ فيما أَظنُّ، ومات وعليه دينٌ، فبِيْعت فيه كُتُبه، وكان أغلبها بخطِّه وخطِّ والده، وخطُّهما في غاية الضَّبط، وقد ابتعت من كتبه كتاب "التحرير" في أصول الفقه للمَرْدَاوي، وهو بخطِّ والده. انتهى.

وترجمه الشيخ محمد حسين نَصِيف، وطبعت هذه التَّرجمة مع كتابه "الرَّد على شُبهاتِ المُستغيثين بغير الله"، فقال: كان رحمه الله يَشتَغِل إلى جانب عمله في القضاءِ بالتِّجارةِ، وغالبُ تجارتِهِ في الأقمِشة القُطنِيَّة، جالس أميرَ مكة الشريف عون الرَّفيق ابن الشريف محمد بن عون المتوفَّى عام ثلاث وعشرين وثلاث مئة وألف، فأقنَعَهُ بهدم القِباب المشيَّدة على قبور الصَّالحين في مكةَ وجدَّة، والطَّائف، إلا قُبَّةَ القبرِ المزعُوم أنه قبرُ حوَّاء أمِّ البَشر في جدَّة، وقبةَ قبر السيِّدة خديجة زوجِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقبَّة قبر آمِنة المزعُوم أنه في مكة، وقبةَ قبر ابن عبَّاس بالطَّائف، فإنه لم يَهدِمها خوفًا من السُّلطان عبد الحميد خان العُثماني أن يَعزِلَهُ عن الإمارة والسَّلاطين والملوك يَبْنَون القِباب على قُبور الصَّالحين، وقبورِ أجدادِهم، وقد رأيتها في استنبول وبُورسه، والعلماءُ في كل عصر، منهم الخائف من تهمةِ أنَّه وهابي، وأما المتصوِّفةُ، فجاءت على أهوائهم، وفي كل عصر للتُّهم أنواعٌ، والمسلمون والعرب مظلومون من الأقوياء، سلَّطهم الله بعضَهم على بعضٍ، وجعل بأسهم بينهم شديدًا.

وكان المترجَمُ يتردَّد بين جدَّة ومكة لشراءِ الأقمشة من الشيخ عبد القادر بن مصطفى التَّلمَساني أحد تُجَّار جدَّة، ومن ذوي الأملاك في القطرِ المِصْري، كان يدفعُ له أربع مئة جنيهًا ويشتري بأَلف، ويسدِّدُ الباقي على أَقْساط بضمانة الشيخِ مبارك المساعدِ البسَّام من التَّجار، ومن أهل عُنَيْزَة ناحية القَصيم، وَسَط نجد، وقد دامَ التعاملُ بينَهُ وبينَ الشيخ التَّلمساني زمنًا طويلًا، وكان لِصِدقِهِ وأمانته ووفائه بوعدِه أثرٌ طيِّبٌ في نفس الشيخ التَّلمساني، حتى إنه لم يرَ ضرورةً للضَّامن، وأخذ يبِيعُه ما يحتاج إليه بوثِيقةٍ تُسدَّد فيما بعد على أَقْساط، وقال له: إني عاملتُ النَّاس أكثر من أربعين عامًا، فما وجدتُ أحسنَ من التعامل معك يا