فقال: وهو فأغرقه الله في البحر إن لم يكن ما يقوله أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
فقال الواثق: وهو فأحرق الله بدنه بالنار في دار الدنيا قبل الآخرة إن لم يكن ما يقول أمير المؤمنين حقًا "إن القرآن مخلوق".
فأنا أضحك من أنه لم يَدْعُ أحدٌ منهم بدعوة على نفسه يومئذٍ إلا استجيبت.
أما ابن أبي دؤاد: فقد رأيت ما نزل به من الفالج.
وأما ابن الزيَّات: فأنا أقعدته في تنور من حديد، وسمَّرت بدنه بمسامير من حديد.
وأما إسحاق: فإنه مرض مرضه الذي مات فيه، فأقبل يعرق عرقًا منتنًا حتى هرب منه الحميم والقريب، وكان يُلقَى عليه كل يوم عشرون غلالة، فتؤخذ منه وهي مثل الجيفة، ويرمى بها في دجلة، ولا ينتفع بها، فتقطع من شدة النتن والعرق.
وأما إيتاخ: فأنا كتبت إلى إسحاق بن إبراهيم، وقد رجع من الحج: كبِّله بالحديد وأغرقه.
وأما الواثق: فإنه كان يحب النساء وكثرة الجماع، فوجَّه يومًا إلى ميخائيل الطبيب: ابغني دواءً للباءة، فقال: يا أمير المؤمنين بدنك فلا تهدَّه، فإن كثرة الجماع تهدُّ البدن، ولا سيما إذا تكلَّف الرجل ذلك، فاتق الله في بدنك، وأبق عليك، فليس لك من بدنك عوض، فقال له: لا بدّ منه! ثم رفع القطيفة عنه، فإذا بين يديه وصيفة قد ضمها إليه، ذكر من هيأتها وجمالها أمرًا عجيبًا. فقال: ومن يصبر عن مثل هذه؟ قال: فإن كان ولا بدّ، فعليك بلحم السبع، فأْمر أن يؤخذ لك رطل فيغلى سبع غليات في خل خمر عتيق، فإذا جلست على شربك أمرت أن يوزن لك منه ثلاثة دراهم، فانتقلت به على شربك ثلاث ليال، فإنك تجد فيه بغيتك، واتق الله في نفسك، ولا تسرف فيها، ولا تجاوز عما أمرتك به. فلهى عنه أيامًا، فبينا هو ذات يوم جالس على شرابه إذ ذَكَرَهُ فقال: عليَّ بلحم السبع الساعة، فأخرج له سبع من الجُبّ، وذبح