للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآخر، فهذا المقام قد يقع الترجيح فيه (١) بسبب العلاقة، وقد يقع بسبب القرينة.

أما بسبب العلاقة: فأن (٢) يكون أظهرَ للذهن، وأحصر عند الفهم (٣)، كما في مجاز الملازمة مثلًا، فإنَّ رُتَبَ التلازمِ متفاوتةٌ، ويكون بعضُها أقربَ (٤) من بعض.

وأما بسبب القرينة: فالقرائن لا تُحصى رُتبها، فقد تختلف بالكثرة والقلة، وبالظهور والخفاء، وغير ذلك، على هذا التقدير يُحتاج إلى النظر الجزئي بالنسبة إلى مواقع الاستعمال في (٥) علاقته وقرينتِهِ، والذي يدل على ما قلناه من رجوع المعنى إلى ترجيح مجاز على مجاز: أنه إذا قلنا: إنَّ (في) للظرفية، نحوَ: المال في الكيس، وزيد في الدار، فإذا (٦) قال بعضهم: إنها تكون بمعنى (على)، واستدل عليه بقوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} [طه: ٧١]، وبقول الشاعر (٧) [من الكامل]:


(١) "ت": "فيه الترجيح".
(٢) "ت": "فقد".
(٣) "ت": "وأخصر للفهم".
(٤) "ت" زيادة: "وأظهر".
(٥) "ت": "وإلي".
(٦) في الأصل: "وإذا"، والمثبت من "ت".
(٧) هو الفرزدق كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>