للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عند الصَّلاة، أو لأجلها، ويحتمل أن يكون لأجل الاستيقاظ من النوم؛ لما ذكرنا من العلة، ويحتمل أن يكون لهما معاً.

الخامسة: إذا حملناه على الاستيقاظ من النوم جُعلت علتُه ما ذكرناه من تأثير النوم في تغيير الفم بالمناسبة، فيُجعل أصلًا في استحباب السواك في كلّ ما توجد فيه هذه الحالة؛ أي (١): تغيير الفم، وقد يتغير عند غير هذه الأحوال؛ إما عند كثرة الكلام، وإما لطول السكوت، وإما لشدة الجوع، وإما لأكل ما يغير الفم من الأشياء المُريحة.

قال الشَّافعي - رحمه الله -: والاستيقاظ من النوم والأَزْم (٢).

وفي الأَزْم تأويلان:

أحدهما: أفه الجوع، ومنه ما روي: أن (٣) عمرَ [بن] (٤) الخطاب - رضي الله عنه (٥) - سألَ الحارث بن كِلْدة، وكيان طبيبَ العرب، فقال: ما الداء؟ قال: الأكل، قال: فما الدواء؟ قال: الأزم (٦)؛ يعني:


(١) "ت": "في" بدل "أي".
(٢) انظر: "الأم" للإمام الشَّافعي (١/ ٢٣).
(٣) في الأصل: "ابن"، والمثبت من "ت".
(٤) زيادة من "ت".
(٥) في الأصل: "عنهما"، والمثبت من "ت".
(٦) قال الحافظ في "الإصابة" (١/ ٥٩٥): وجدته مروياً في "غريب الحديث" لإبراهيم الحربي من طريق ابن أبي نجيح قال: سأل عمر، فذكره. وفي كتاب "الطب النبوي" لعبد الملك بن حبيب من مرسل عروة بن الزُّبير، عن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>