للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما (أخبرني بكذا): فظاهرُه الإخبارُ بكل ما طلب، فإن وقع غيره، فَبِالقرينة.

وأما (أخبرني من كذا): فللتبعيض ظاهرًا، ويكون في هذا الموضع (١) على حذف الموصوف، وإقامة الصفة مقامَه.

الثامنة عشرة: قوله: "أَقْصِر عَنِ الصلاةِ" أي: أَمسِكْ.

التاسعة عشرة: قوله - عليه السلام -: "بَيْنَ قَرني شَيْطانٍ" القرن: يطلق في اللغة على معان منها: قرن الدابة، يقال منه: ثور أَقْرَن، وبقرةٌ قَرناءُ، وعلى الأمّة ومنه: {مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى} [القصص: ٤٣] {ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ} [المؤمنون: ٣١]، ولا شك في كونه حقيقة في قرن الدابة، وأما في الأمة؛ فإن الزمخشري ذكره في المجاز، ومثّله بقوله: وكان ذلك في القرن الأول، وفي القرون الخالية، وهي "الأمة المتقدمة على التي بعدها (٢)، ويمكن عندي أن يكون حقيقة فيها، ويكون (٣) اللفظ مشتركاً بينه وبين قرن الدابة، وذلك لأجل بُعْدِ العلاقة وعدم مبادرة الذهن إليها، وتبادره إلى الأمة عند وجود القرينة المقتضية للحمل عليها، وأما ما ذكره الزمخشري في المجاز، وطلع (٤) قرن الشيطان، اضرب على قرني رأسه، ولها قرونٌ


(١) "ت": "هذه المواضع".
(٢) انظر: "أساس البلاغة" للزمخشري (ص: ٥٠٥).
(٣) "ت": "بين".
(٤) "ت": "يطلع".

<<  <  ج: ص:  >  >>