للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بين الصفا والمروة يكونُ فيه السعيُّ من الصفا إلَى الصفا مرةً واحدة، فيكون أربعَ عشرةَ مرة، وقد جعل هذا الحديث أصلاً لهذا المذهب من حيثُ إنَّ المعنَى يُدِلي به هو الذي ختم به؛ أعني: في مسح الرأس، وهو مرة واحدة، فكذلك يكون في السعي، وهذا المذهبُ غيرُ صحيح؛ لأنه قد ثبت في السعي أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بدأ بالصفا، وختم بالمروة؛ كما ورد في "الصحيح" (١).

وهذا مضادٌّ لِما قاله هذا القائل، وليس القياس علَى مسح الرأس مع هذا النصِّ بشيء] (٢).

الثالثة والأربعون: قولُهُ في روايةِ وُهيب: "فَمَسَحَ برأسِهِ فأقْبَلَ بِهِ وأَدْبَرَ"، فيه ضميرُ تذكير وإفراد، وهو خلافُ رواية: "وأقبَلَ (٣) بهما وأدبَرَ"، فإنَّ تلك عائدةٌ علَى اليدينِ، وأمَّا هذه فقد حُملت علَى المسحِ؛ أي: أقبل بالمسح (٤) وأدبر، وبعد ذلك فيَحْتمل وجهين:

أحدهما: أنْ يعود إلَى المصدرِ الذي دلَّ عليه الفعل.


= سنة (٣١٠ هـ). انظر: "تهذيب الأسماء واللغات" للنووي (٢/ ٥٠٠)، و"طبقات الشافعية" لابن قاضي شهبة (١/ ٩٧). وانظر: "المجموع في شرح المهذب" للنووي (١/ ٤٦٠).
(١) رواه مسلم (١٢١٨)، كتاب: الحج، باب: حجة النبي - صلى الله عليه وسلم -، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
(٢) سقط من "ت".
(٣) "ت": "فأقبل".
(٤) في الأصل: "المسح"، والمثبت من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>