للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* الوجه الثَّاني: في تصحيحه:

وقد ذكر في الأصل: أن مسلمًا رواه، وهو حديث أخرجه في "صحيحه" عن يَحْيَى بن حبيب الحارثي، عن حماد بن زيد، عن غيلان - وهو ابن جرير المَعْوَلي -، عن أبي بردة، عن أبي موسى، ولفظه ما في الأصل.

وهو عند البُخاريّ أيضًا من هذا الوجه؛ أعني: من رواية حماد ابن زيد، عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، بسنده: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يستنُّ بسِواكٍ، وطرفُ السواكِ على لسانِهِ، وهو يقولُ: عا عا (١).

وقوله في الأصل: ورواه أبو داود ... إلى آخره، يُشعر بأنه حديث واحد، والذي في كتاب مسلم والبخاري ليس بصريح في الاستياك على اللسان، ودلالة لفظ مسلم على ذلك أقرب.

ولما وقع التصريح به في لفظ أبي داود ذكره؛ ليجمع بين الدلالة على صحته، بنسبته إلى رواية مسلم، وبين التصريح بالسواك على اللسان بلفظ (٢) أبي داود، والدلالة على أنه حديث واحد بقوله: ورواه


= واللغات" للنووي (٢/ ٤٧٠)، "تهذيب الكمال" للمزي (٣٣/ ٦٦)، "تذكرة الحفَّاظ" للذهبي (١/ ٩٥)، "تهذيب التهذيب" لابن حجر (١٢/ ٢١).
(١) قلت: تقدم لفظ البُخاريّ عند تخريج الحديث، وهو يغاير اللفظ الذي ذكره المؤلف هنا، فاللفظ الذي ساقه المؤلف هنا هو من رواية النسائي في "السنن الكبرى" (٣)، وابن خزيمة في "صحيحه" (١٤١)، وغيرهما. ونسبه المؤلف في "الإمام" (١/ ٣٨٧) إلى ابن خزيمة فقط.
(٢) في الأصل: "إذ بلفظ"، والمثبت من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>