للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن سِيْدَه: والشاطن: الخبيث، والشيطان: فَيْعال من ذلك، فيمن جعل النون أصلية، وقولهم: والشياطين دليل على ذلك، وفي التنز [يل]: {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} [الشعراء: ٢١٠]، وقرأ الحسن: وما تنزلت به الشياطون (١)، قال ثَعلب: هو غلط فيه (٢).

وتشيطنَ الرجلُ: فَعَلَ فِعْلَ الشياطين (٣).

* * *

* الوجه السادس: في الفوائد والمباحث، وفيه مسائل:

الأولى: فيه الأمر بكفِّ الصبيان في أول الليل؛ أي: كفُّهم عن الانتشار والتصرف؛ للمصلحة المذكورة في الحديث.

الثانية: الفاء في قوله - عليه السلام -: "فإنَّ الشياطينَ تنتشرُ حينئذٍ" يقتضي التعليل؛ أعني: تعليل الأمر بكف الصبيان بانتشار الشياطين على ما تقرر في علم الأصول من اقتضاء مثل هذه الفاء ذلك (٤).

الثالثة: لا بدَّ من مناسبة العلة للحكم، والسبب فيه: أن انتشارَ


(١) انظر: "الإتحاف" للدمياطي (ص: ٤٢٤).
(٢) في المطبوع من "المحكم": "وهو غلط منه".
(٣) انظر: "المحكم" لابن سيده (٨/ ١٧)، (مادة: شطن).
(٤) انظر: "البحر المحيط" للزركشي (٣/ ١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>