للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العشرون: فائدة التكرار لهذا القول: تاكيدُ المعنى في النفس، وتقريبُ النفس إلى الامتناع ممَّا ينافي الصوم.

وقد ورد الشرعُ بالتكرار بالأذكار، وفائدته - والله أعلم -: أن الوساوسَ والغفلاتِ كثيرةُ الطروق للقلوب، والمقصودُ بالذكر الحضورُ ومُواطأةُ القلب للسان، فإذا كثرت أعداد الذكر رُجيَ أنه يحصل هذا المقصود، ولو مرةً واحدة، فتحصل الثمرةُ والثواب الموعود؛ "مَن استغفرَ اللهَ غفرَ لهُ " (١).

الحادية والعشرون: إذا كان المقصودُ تذكارَ النفس بما يُمنع عنه، فلو قال قائل: فلمَ خصَّ قوله: "إني صائم"، مع أنه يمكن أن يقال لفظ آخر يقتضي منعَ النفسِ (٢) من ذلك المنهيِّ (٣) عنه؟

قلنا: فيه أمران:

أحدهما: الجمع بين المعنى (٤) الشرعي في الصوم، والإشارة


(١) رواه النَّسائيُّ في "السنن الكبرى" (٩٩٨٨)، وفي "عمل اليوم والليلة" (ص: ٢١٢)، وابن عدي في "الكامل في الضعفاء" (٢/ ٣٨٨)، والطبراني في " المعجم الأوسط" (٢٩٢١)، وفي "مسند الشاميين" (٢٤١٨)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٦٧٣٦)، من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وإسناده ضعيف جدًا. وقال أبو حاتم: هذا خطأ، الصحيح عن ابن عمر موقوف، كما في "علل الحديث" (٢/ ١٨٣).
(٢) "ت": "ذلك للنفس".
(٣) "ت": "للمنهي".
(٤) في الأصل: "الأمر"، والمثبت من "ت".

<<  <  ج: ص:  >  >>